نحن نتحدى الملل
دارت هذه الجملة في رأسي وانا أحاول - للمرة العاشرة - ألا اسلم رأسي الى الحائط الذى بجانبي في سيمينار الكومينوتي .. كان نصف الطلبة قد راحوا في نوم عميق .. أما النصف الاخر فانقسموا بين اثنين امسكوا بموبايل واخذوا يتنافسون في مهارتهم في لعب Snake واخرين امسكوا باقلامهم واخذوا في اخراج مواهبهم الفنية والادبية على بنشات القسم .. أما الباقي فكانوا في حالة كاملة من التهنيج .. بلا اى دليل على استمرارهم على قيد الحياة ..
الى أن انتهى السيمينار " اتفضلوا مع السلامة .. " قالتها الدكتورة .. وتنفسنا الصعداء ..
وفي نفس اللحظة خرج علينا احد الطلبة من أعضاء " نادى الفراخة " وقال :
- " بس على فكرة يادكتورة .. الكوميونوتى ده مالوش اى لازمة .. "
- " نعم ؟ .. قصدك يعني ان احنا مالناش لازمة ؟ "
نظر الطلبة الى بعضهم البعض متأملين هذه المناظرة الفكرية العليا ولسان حالهم يقول : " اخرس وامشي ياحيل .. "
ولكن هيهات ..
جلسنا اكثر من نصف ساعة اخرى تشرح فيها الدكتورة الخدمات الجليلة التى قدمها علم الكوميونوتي الى البشرية بداية من الدكتور مايكل راشيو مكتشف الفرق بين الريت والراشيو .. وحتى الدكتور جونز نيتال كير ..
نحن نتحدى الملل
أما الصورة التى لم تفارق خيالى طوال هذه المدة هى دخول " سوبر ميلودى " من احد الشبابيك وتخليصنا من هذا الملل .. وهو يضرب الدكتورة والطالب .. ونحن نجري معه .. وفي اخر المشهد يقوم الطالب متألما وهو يقول " هاجيبك يابن الـ تييييييييت .. " ..
الحقيقة انها ليست المرة الاولى التى اتمنى فيها أن اجد هذا البطل الاسطوري بزيه الاصفر المميز .. يدخل الى احد السكاشن أو الراوندات أو المحاضرات .. والموسيقى المميزة في خلفية المشهد " تا تا تاتا تاا تا تا .. ميلودى تتحدى الممل " .. وهو ينقذ الطبة من جحيم " سبت البيض " ..
ربنا معاك
ولكن في الواقع .. ان" سوبر ميلودى " لو تفرغ لانقاذ كل من هو في محنة من طلبة وطالبات الطب .. فلن يجد عملا غير الجري وراء دكاترة جامعة بطليموس الاول .. والراجل عنده كوم لحم برضه بيجري عليهم .. يعني مش هيلاحق ..
فبين دكتورة منال التى اخذت غياب ال 700 طالب في احد المحاضرات بالاسم والكارنيه ..
وبين شيتات الباثولوجى ..
وسيمينارات الكوميونوتى ذات الدرجتين ..
وامتحانات الشرعي ..
وميدتيرمات الكومينوتى ذات خطط الخديعة الاستراتيجية (حسسونى ان ميروشلاف واليعازر وجولدا هما اللى بيمتحنوا ) ..
اعتقد أن ذلك البطل سوف يهب حياته بأكلمها لطلبة جامعة بطليموس الأول .. فهذا هو مصير الأبطال الذين نذروا أنفسهم لمساعدة المساكين والمستضعفين في كل مكان .. ولا عزاء لأبنائهم وأسرهم .. فهذه هى ضريبة الخير في كل زمان ..
الى الأمام ياسوبر ميلودى يانصير الغلابة ..
أما زوجته "بوبي" فتاة ميلودى .. فأنا مستعد للتضحية والتنازل عن حقوقي بعدم حضور الراوندات لأكون بجانبها مواسيا ..
أبورمّانة