السبت، فبراير ٠٣، ٢٠٠٧

أهلا بالبوب الكبير ..


" ايه القرف ده الله يخرب بيوتكو "
زمزرت الدكتورة منال في المعيد وهى ترمى كيس المشابك في وجهه .. ثم شخطت فيه قائلة " طول عمرك حمار كده وبيتضحك عليك " .. وجرى المعيد مسرعا خارجا من غرفة الدكتورة .. أراحت الدكتورة ظهرها الى الكرسي وهى تعلن سلسفيل البياعين النصابين الذين يبيعون المشابك على انها بناتى من غير بذر ثم يتبين بعد ذلك انها ببذر ...
لم يكن هذا حقا مايشغل بال الدكتورة في هذه اللحظه...
ماكان يشغل بالها حقا هو تلك المكالمة الهاتفية التى وردتها من رئيس العسس وكبير البصاصين وهو يخبرها بأمر الزيارة المفاجئة التى ينوى البوب الكبير القيام بها الى قسم الباثولوجى ...
أشارت الدكتورة الى المعيدين الواقفين الى جوارها باشارة فهمها المعيدين وتوقفا عن هز المراوح العبيدية التى كانا يطريان بها على الدكتورة اثناء جلستها .. قامت الدكتورة من مكتبها و اخذت تتجول في القسم جيئة وذهابا .. كانت تفكر في سبب زيارة البوب الكبير .. هل جاء لكى يوصى على بنته الطالبة في الفرقة الثالثة ؟ .. ربما سمع انها - الدكتورة - تؤجر قاعات الدراسة مفروش بالساعة .. ربما أراد البوب أن يعرف اين ذهبت فلوس الدعم التى استلمها القسم في أول العام .. اخذت تنظر حولها وهى ترى مظاهر ( التطور الهائل ) الذى حل على القسم منذ رئاستها له .. الحواجز المعدنية .. كشك الحراسة .. الكرة البللورية السحرية التى تستشيرها عند وضع امتحانات الميدترم .. الشيتخانة ( مركز اصدار الشيتات ) .. كان كل مافي القسم ينطق بما حققته الدكتورة من ثورة علمية هائلة .. هل كان حقا هناك مايقلقها من زيارة البوب الكبير وخصوصا انها الزيارة الأولى منذ حصول الكلية على الأيزو ؟ .. وفجأة خطر على بال الدكتورة خاطر مزعج .. ربما جاء ليعرف مستوى الطلاب العلمى .. اخذت الدكتورة تتعوذ بالله من الشيطان الرجيم الذى وسوس لها بهذا الهاجس الجنوني .. واخذت تقرا المعوذتين و سورة يس .. ثم قالت لنفسها " لأ يابت يادكتورة صعب أوى البوب يهتم بحاجة زي دى " .. وقررت الدكتورة ان تطرد هذا الهاجس مؤقتا حتى تتأكد بنفسها من رئيس العسس وكبير البصاصين عن حقيقة تلك الزيارة ...
*******
في اجتماع قسم الباثولوجى .. جلس الدكاترة على المائدة المستديرة .. وكان على رأس الاجتماع الدكتورة منال التى أمسكت التليفون وغرقت في حديث طويل مع رئيس العسس وكبير البصاصين .. لم يتبين منه الدكاترة الا بعض الكلمات .. " ايوه .. الزيارة سيادتك .. البوب الكبير .. طلبة ؟ .. متأكد ياباشا ؟ " ثم وضعت الدكتورة السماعة ونظرت لهم نظرة ادرك الجميع معناها ...
ولم تحتاج الدكتورة أن تخبرهم مالذي قاله الرئيس ...
فالكل أدرك الحقيقة منذ اللحظة الأولى ...
البوب الكبير سيأتى ليعرف مستوى الطلبة العلمى ومدى ارتياحهم لسياسة القسم ...
*******
انفتح الباب الخاص بغرفة المعيدين فجأة .. فقام المعيدين مفزوعين من وسط الكتب والمراجع وأخذوا ينفضون خيوط العنكبوت من على بالطوهاتهم التى حولها الزمن الى اللون الاصفر .. احتاج المعيدين الى ثوانى حتى تعتاد عينيهم على النور الذي عم الغرفة بعد فتح الباب - وهم الذين لم يروا هذا النور من 5 سنوات على اقل تقدير - .. ونظروا باتجاه الباب .. لطالما كانت اساطيرهم تحكى ان المهدى المنتظر سوف يفتح لهم الباب بعد سنوات من العذاب والتعب .. ولكن للأسف لم يكن من فتح الباب سوى الدكتورة منال
- " قوم يامعيد منك له .. فزّوا قوموا بسرعة ورايا "
ساد الهرج و المرج و التخبيط .. ومعيدين بتجري و معيدين بتتكعبل .. ثم انتظم المعيدين ورائها في صفين قطعوا جنبات القسم في خطوات سريعة ورشيقة .. كان من الواضح انهم يعرفون وجهتهم جيدا .. او على الاقل هى تعرف .. ومع اقترابهم من هدفهم المنشود كانت آهات الالم و صرخات التعذيب ترتفع شيئا فشيئا .. ادرك المعيدين معها انهم لم يكونوا متجهين الا الى مكان واحد .. همس احدهم في تردد قائلا " السكشن!!" ..
وانتاب المعيدين رعشة خوف بمجرد تفكيرهم في هذه الكلمة ...
******
فتحت الدكتورة منال باب السكشن واشارت الى الدكتور الذى وقف على السبورة يشرح بأن يتوقف .. الذى اشار بدوره الى الجلادين ان يتوقفوا عن جلد الطلاب .. اتجهت الدكتورة الى مقدمة السكشن وجذبت احد الكراسي وجلست عليه .. وصرخت قائلة " امتحان شفوى ياكلب منك ليه على الشرايح .. اللى يسمع رقمه فيكم يجي "
وقام المعيد الحاجب ينادى على الارقام بأعلى صوته " 405 .. " .. ويقوم طالب من اخر السكشن مهرولا الى الدكتورة منال .. التى سألته " انت 405 ؟ " .. رد عليها " ايوه يادكتورة انا " .. " طيب ياعم البيجو اسمك ايه ؟" .. رد الطالب " انا احمد عبدالله اللومانجى " .. قالتله " ومالك مبسوط أوى ليه كده يابأف ؟ وكمان بترد على اسئلتى ياكلب ؟ اه ياطلبة أوساخ .. اطلع بره السكشن ياحمار " .. وجرى اللومانجى خائفا و فرائصه ترعد .. ولم تنس ان تودعه الدكتورة بشلوت أخرجه خارج السكشن وهى تطوح رأيها ناحيته قائلة " اسفوخس .." ..
انده على اللى بعده " .. صرخت فى المعيد الذي قال بعلو صوته " 759" .. سألته الدكتورة " اسمك ايه يا759؟ " .. " مش عارف والله يادكتورة " .. ضحكت الدكتورة في تشفى قائلة له " اه ياكلب.. اما بهايم صحيح .. اسمك محمد الجعيدي هريدي يابأف " .. " معلش يادكتورة بكرة افتكره " .. قالت له " بص في الميكروسكوب وقولى فيه ايه " .. نظر الجعيدي هريدي في الميكروسكوب للحظه ثم قال في حيرة " يادكتورة مافيش شريحة في الميكروسكوب " .. ردت عليه في حدة " انت هاتفهم اكتر مننا ياكلب ؟ الشريحة مكسورة .. اعتبر انها موجودة .. ها بقى ايه هى الشريحة ؟" .. رد الجعيدي هريدي في يأس " معرفش .." .. فقامت الدكتورة وأمرت الجلاد بنصبه على الفلكه وهى تقول للمعيد اللى قاعد على الكشف " اديله صفر .."
وطوال ساعتين امتحنت الدكتورة مئة وخمسين طالبا حصلوا جميعا على مية وخمسين صفرا .. الا طالب واحد حصل على درجة واحدة من عشرة لأنه عرف اسم الدكتورة الكامل .. ولكن حظه العاثر جعل الدكتور ينادى اسمه مرة تانية بطريق الخطأ .. ولما ذهب الى الدكتورة قالت له " انت مش امتحنت قبل كده ؟ " .. رد الطالب " ايوه يادكتوره أصـ .. " .. قاطعته الدكتورة قائلة " لأ لازم طالب الطب يبقى صاحى ..بس عشان انت شاطر هانقصك درجة واحدة بس عشان تاخد بالك بعد كده " ...
******
اليوم التالى لم تكن الدكتورة موجودة بالقسم .. اشاعات قوية دارت في القسم مفادها ان الدكتورة في رحلة علمية لانجلترا .. في نفسم الوقت قام الدكتور عبدو عبدو عبدالمجيد بعمل (قافلة طبية) الى مدارس البي بي سي ..
******
بعد عودة الدكتورة من انجلترا .. اخذت تدرب الطلاب على النشيد الذي سوف يغنونه للبوب الكبير في الزيارة ..
******
يوم الزيارة ...
وصل البوب الكبير ...
كانت الدكتورة منال في استقباله عند باب القسم .. اخذ البوب مع الدكاترة يتجولون في جنبات القسم الذى امتلأ بالزهور والورود .. ابدى البوب اعجابه بالورود التى تملأ المكان و بكورال الطلبة الذى اخذ ينشد
أهلا وسهلا ومرحبا
نوركم غطا عالكهربا
شرفتنا يابوبّــنا
ولا حد أسعد منّنا
ولكن البوب الكبير أبدى ملاحظته للدكتورة أن كورال الطلبة يبدو صغار السن وليسوا طلبة في العشرين من عمرهم .. وبررت الدكتورة منال ذلك بأن هذا هو شكل الطلبة وأن البوب ماشفش طلبة من زمان قوى واكيد نسي شكلهم .. وهز البوب رأسه في اقتناع واستمرت الجولة ...
أخذت الدكتورة البوب الى قاعة السكشن .. وقام الطلبة كلهم احتراما له .. نادت الدكتورة على الطلبة حتى تمتحنهم أمام البوب .. " مايكل تيمبرليك .. كم هير ماى دير " .. وأخذت تسأله وهو يرد عليها بالانجليزي .. فأمرها البوب أن تحضر طالب تانى .. قالتله يافندم الطلبة كلهم تحت أمرك .. " فان هاوزن .. بيرند شوستر .. أوليفر ستونهاوس .. لوثر بيرنارد .. كم هير تو أس بليز " .. وأخذت تسألهم جميعا.. ولكن البوب الكبير سألها " ليه بتتكلموا انجليزي في القسم ؟ " .. قالتله " سيادتك ده دليل التقدم العلمى مابنتعاملش الا بالانجليزي " .. ووضح أمام البوب الكبير أن الشكاوى المتعددة عن المستوى العلمى للطلبة كلها شكاوى كيدية .. ولم يبقى أمامه الا أن يسأل الطلبة عن رأيهم في القسم .. فاختار احدهم وسأله " ايه رأيك في القسم ؟ " .. رد عليه الطالب "آي وونت تو جو تو ذا دابليو سي " .. فاتجه البوب الى الذى يجلس بجواره وسأله " طب الباثولوجى صعب ؟ " .. رد عليه قائلا "وات آر يو سيييج جاك آس " .. همهم البوب في رضا واتجه بوجهه الى الدكتورة منال قائلا لها " تمام يادكتورة طلبة زي الفل .. بس غريبة كلهم شعرهم ناعم واصفر " .. ضحكت الدكتورة قائلة " هاهاها آه أكيد أصلنا بنعملهم جلسات فرد شعر وصبغ بعد السكاشن وبنحميهم كل يوم كمان سيادتك "...
ولم يبق أمام البوب وهو يودع الدكتورة أمام باب القسم الا أن يقول .. " عفارم عليكي يادكتورة منال .. لو كل الجامعات والكليات والاقسام عملت زيك كنا بقينا من العالم المتقدم من زمان .. جعلك الله ذخرا لمصر والمصريين و حفظك لمهنة الطب وأكثر من أمثالك " ...
أبورمّانة

هناك ١٠ تعليقات:

غير معرف يقول...

الله منتا كنت ماشي كويس..ليه الموضوع ده بقي ..هتخبط في البوب الكبير ولا ايه؟
وبعدين ده صووووووت؟
مطحون

غير معرف يقول...

أمال انا كان عندي سكشن باثولوجي إمبارح ومحدش حمّاني..

غير معرف يقول...

انا برضه ماستحمتش..يمكن الميّة كانت مقطوعة؟

غير معرف يقول...

ولا انا لا حمونى ولا فردولى شعري غريبة

غير معرف يقول...

يا جماعة هو الحمى فى سكشن الشرايح M.Wولا المتحف حد يقولى علشان اجيب معايا غيارت

غير معرف يقول...

البوب

نهاركوا منيل يا امامير

غير معرف يقول...

هيهيهي

يخربيت كده، لأ كله كوم وبعثة بريطانيا دي كوم تاني

غير معرف يقول...

اللى عايز أعرفة المعيدين حصلهم إيه بعد زيارة البوب الكبير

غير معرف يقول...

تسلم دماغك يا أبو رمانة


وسلام

Dr. Amr El-Masri يقول...

من القياصرة الى المأبصين : في طب المنصورة تم الغاء قانون الفرد والحموم واستبداله بقانون اخر للحلاقة: شعر ودقن و.......
والحدق يفهم