"مش كفاية يا أدهم.."
قالها العميد لوكيل الكلية لشئون السبوبات والمرسيدس , وهوا ينفث دخان السيجارة لتفوح رائحة البلاستك المحروق في الغرفة..
- لكن يا فندم إحنا بالفعل حققنا إنجازات كتير أوي..يعني حضرتك في فترة ولايتك حصلت الكلية علي لقب المعهد الطبي الشامل , ويدوب مافاتش كام شهر وحصلنا علي لقب
كلية طب الموز...
- إنت مش فاهمني يا أدهم..أنا دلوقتي في منصب العميد..ولازم أتحمل المسئولية وماضيعش ثانية..دي مسؤولية كبيرة يا أدهم..
-يا سلام لو البلد كلها زي حضرتك يا فندم..
- يا أدهم إنت عارف أنا مش بعمل كدا عشان فلوس ولا عشان شهرة..
-ياسلام لو البلد كلها زي حضرتك يا فندم..
-إنت عارف يا أدهم إن مش هدفي في الحياة إني أركب مرسيدس..أنا طول عمري بحب البي إم...
-يا سلام لو البلد كلها زي حضرتك يا فندم..
-كان هيحصل إيه يا أدهم..
-كانت شركة مرسيدس فلست يا فندم..
* * * * * *
أخبار رائعة يا سيات العميد..
هكذا صاح أدهم وهوا يندفع إلي حجرة العميد , الذي التفت إليه وهوا يحرك لسانه علي طرف ورقة البافرة , ويحاول لصقها بصعوبة لشدة انتفاخها..
-في إيه يا أدهم؟؟ متبوظليش الدماغ اللي بقالي ساعتين بعملها..عايز إيه عالصبح..
-اللجنة العليا لشئون منح الألقاب رشحت المعهد بتاع حضرتك للقب طابونة..
-إنت عارف إني عمري ما فكرت في الفلوس يا أدهم..بس هنطلع بكام مالليلة دي؟
-إحنا هنبأة أول معهد ياخد لقب الطابونة..أنا مقدرش أحدد بالظبط السبوبة أد إيه بس أكيد مش هتحاج مشروعات تانية عشان البي إم..
-والمطلوب إيه يا أدهم عشان حوار الطابونة دا؟
-ولا حاجة يا فندم..يادوب بس سيجارة زي اللي مع حضرتك دي عشان الوكيل يعمل دماغ..
نظر العميد في ذعر إلي سيجارته وهوا يضمها إلي صدره صائحا:
-إجري العب بعيد ياض..كله إلا دا..
-يا فندم الدرج بتاع حضرتك مليان..وكيل الكلية لشئون الدماغ والأبخرة لسا جايب طلبية إمبارح..وبعدين إنت عارف .. الوكيل لازم يعمل دماغ عشان يخلصلنا الموضوع دا..
-وكيل إيه اللي هيعمل الليلة دي يا أدهم؟
-وكيل الكلية لشئون التعريـ..
قاطعه العميد قائلا:
-آه..خلاص عرفته..دا راجل مهم جدا..
أخرج العميد لفافة من الدرج , والقي بها إلي ادهم..ثم صاح محذرا..
-دي حتة أفغاني يا أدهم..عارف لو ضاعت عليا ومجبتش البي إم..
-عيب عليك يا فندم..
إنصرف أدهم من الحجرة , بينما استرخي العميد في مقعده , ونفث دخان السيجارة وهو يغمض عينيه ويسبح في الذكريات..
عندما انتهي بطليموس الأول من بناء الكلية, وقف ينظر إليها في زهو , ثم قال جملته الخالدة مفاخرا :
"أنا اللي بادعك..وأنا اللي بانيك"
قالها بطليموس الأول موجها حديثه إلي المبني , معايرا إياه بأنه هو اللذي ابتدعه وهو الذي بناه.. إلا أن أحدا لم يفهم مايقصده بطليموس, فقد اعتقد الجميع أنه بذلك يضع شعارا و أساسا للتعامل في كلية طب بطليموس الأول بمدينة إسبرطة , وهوا النهج الذي اتبعه جميع من تولو هذه الكلية , بدءا من "كلوت بك" وحتي سيات العميد , ولم يشذ عن هذه القاعدة إلا حشمت بيه , لإنه كان أغا..
* * * * * * *
اجتماع مجلس الجامعة لمناقشة تحويل معهد طب الموز إلي طابونة ..
-"..وبكدا يا فندم نكون حققنا نجاح باهر بحصول معهدنا علي درجة طابونة , وفي نفس الوقت طلعنا بسبوبة كويسة جدا.."
قالها العميد إلي البوب الكبير الذي شرد ببصره قليلا , وراح في تفكير عميق , ثم قال في ثبات :
-الفلوس مش كل حاجة يا سيات العميد..
- يافندم أنا مقصدش الفلوس بالدرجة الاولي..انا أساسا بتكلم عن الدرجة العلمية..معهد بدرجة طابونة..دا مش موجود في أي مكان بالعالم يا فندم..
- وأنا بتكلم عن موضوع السبوبة يا سيات العميد...مش كل مشروع نعمله لازم نطلع منه فلوس..الصيف قرّب وأنا عايز فيللا في الساحل يا سيات العميد..
-خلاص يا فندم نكتب طلب للوزراة بتخصيص مكتب إدارة الطابونة في الساحل..بسيطة يا فندم.
نظر البوب في ساعته ثم قال
-إعملو اللي تعملوه..ماتش الترسانة ومركز شباب كفر العلاولة عالوصلة كمان نص ساعة ويدوب أقوم عشان ألحق..
ولمن لا يعلم فإن البوب الكبير قد قرر شراء الوصلة بعد أن وجد أنا غالبية المقاهي لا تعرض إلا المباريات التفاهة , فقررالاشتراك لمشاهدة مباريات فريقه المفضل "مركز شباب كفر العلاولة" , ودفع 5 جنيهات اشتراك شهري (وهذا يفسر ثمن غالبية الكارنيهات في أقسام الطابونة , فهي توفر بذلك ثمن الإشتراك لعدد لا نهائي من الشهور).
قام البوب من مكانه واتجه إلي الباب , ثم التفت إلي العميد قائلا :
-أيا كان اللي هتعملله يا سيات العميد..
- أأمر يا فندم..
-متنساش بلدك..الجهد دا كله عشان وطنك يا سيات العميد..الفيلا اللي هتجيبها لازم يكون فيها وصلة عشان نشوف ماتشات المنتخب.
* * * * * *
و..كل سنة وإنتو طيبين
الجعرّ