الأربعاء، ديسمبر ١٠، ٢٠٠٨

بصاق فكري

تحذير : لا تقرأ هذا المقال.
عندما تشعر أنه لاشئ يكون كما ينبغي أن يكون..

عندما تحاول الإمساك بسمكة ( يعرف جيدا هذا الشعور من يحاول تنظيف حوض سمك وقد إنقطعت الشبكة) تهرب منك يمينا فتحاول إمساكها من اليسار فتهرب من تحت يدك إلي اليمين..فلا تعلم هل كان من المفروض أن تكون أنت باليمين فأخطأتها أم أنها إتجهت لليمين لأنك في اليسار ولو كنت أنت باليمين لظلت هي باليسار؟



هل تسير أنت ضد التيار أم أن التيار يسير في هذا الإتجاه ليصير عكسك؟ هل سيغير التيار إتجاهه إن غيرت أنت؟




عندما تحاول إلتقاط صابونة زلقة من علي أرضية الحمام , وما أن تشعر أنك أمسكتها حتي تنزلق فقط لتصير أبعد..


عندما تحاول الوصول لشئ ما فتراه كلما إقتربت منه يبتعد , فلا تعلم إن كان بعيدا بالأصل أم إنه إبتعد لإنك إقتربت مما ليس لك أن تقترب منه؟
تلك الجملة الخالدة في كتاب الإقتصاد "الإنسان في سعي مستمر نحو هدف متغير يبعد عنه بإستمرار"..ألا تصبح شديدة الدقة إذا صارت " أنت -وفقط أنت- في سعي مستمر نحو هدف ثابت يبعد عنك بإستمرار"؟؟
تشعر أنك الشخص الخطأ في المكان الخطأ في التوقيت الخطأ تفعل الشئ الخطأ , ومفترض منك أن تغيّر كل "خطأ" إلي "صحيح" , فإيمانك بالله يخبرك أن كل ميسر لما خلق له , أنت فقط دخلت المكان الخطأ فاعلا الشئ الخطأ في الوقت الخطأ..ولكن ماذا إن كنت قد وجدت نفسك فيه ولم تدخل بإرادتك , فلا تعلم أين الخطأ في موقف المفترض له أن يكون صحيحا , أم أنه خطأ ووجدت أنت فيه لتصحيحه؟



عندها تشعر أن الأمور لايمكن أن تصير إلي أسوأ , فلما تصير تظنها لا تصير إلي أسوأ وهكذا..
شعور لابد أنك شعرت به يوما ما , ربما لم تلفت إليه وربما أطلقت العنان فيه لفكرك , لا أعلم لماذا كتبته , ربما لدفع الملل , و ربما لأني لم أجد شيئا آخر أفعله , لكن علي كل حال فأنا كتبته كي أكتبه لا كي تقرأه , فإنك إن فكرت مثلي فلا حاجة لك بقرائته , وإن لم تفعل فلن تفهم ماأعنيه.