علم الحمّام .. وأشياء أخرى
في أحلك الظروف وأكثرها ظلمة .. تجد نفسك مأسورا بتلك الرغبة العارمة في الكتابة التى تأتى بدون أى مقدمات أو حتى استذان لصاحبها .. لا تراعى أى توقيتات أو أماكن أو استعداد .. ربما تأتيك وانت في سيارتك مسافرا .. أو وانت تتقلب في سريرك تحاول أن تنام بشتى الطرق .. تأتيك طارئة ولا تستريح الا بوضع فكرتك على ورقتك .. ولا أعرف لماذا يذكرني هذا الاحساس دائما بالاحساس
بالرغبة في دخول الحمام..
Bathology
رائع ذلك العلم .. و أروع منه ذلك القسم المبدع .. لم يكتفي قسم الباوثولوجى في جامعة بطليموس الأول بادخال ذلك العلم المبدع الى مناهج الكلية .. و ذلك بعد انجازه السابق في تدريس علوم الموز .. وانما ينجح ذلك القسم - المبدع والمتجدد في افكاره دائما - أن يبهرنا عندما نتخيل - خطئا - أنه لا توجد وسائل جديدة لابهار ومفاجأة مريديه ومحبيه من طلبة الفرقة الثالثة ..
فبعد امتحان الانترودكشن في "علم الحمام " العام الماضي .. جاء امتحان هذا العام مفاجئا لكل التوقعات .. والجديد هو سؤالين Systemic في امتحان الـ General .. ايه الروعة والابداع ده !! .. وطبعا كلنا نعلم أن المسئولين عن القسم قد قضوا فترة العام الماضي في دورات تدريبة في مبنى المخابرات العامة بحدائق القبة ..
والمبرر دائما موجود .. لأن القسم الـ bathology يجب أن يعد bathologist مستعدا لكل الاحتمالات .. على حد تعبيرهم .. انتو عارفين طبعا المفاجئات اللى بتقابل عالم الحمّام في الحياة العملية .. حوض مسدود .. بلاعة مسيّحة .. كوع مكسور .. محدش عارف بكره مخبيلنا ايه ..
وهكذا يثبت " علم المراحيض " للمرة المليون أن النجاح في هذه المادة لايتطلب مقدرة عالية في الفهم أو الحفظ أو التحليل .. وانما يتطلب - وقبل أى شيء - قدرة غير محدودة على "الحزق" ...
الكوميونيتي
"أكلك منين يابطه ؟" .. هذا هو احساسي وأنا استعد لدخول الامتحان النهائي في هذه المادة .. و العبد لله ابتلاه القدر في عقله .. فأعطانى بدلا منه " طاسه تيفال " لايلتزق بها أى معلومات .. و بعد مراجعه النصائح الاستراتيجية في المذاكرة التى تكرمنا بها على مريدينا من المأبصين .. وجد أن أى منها - و أنا أطبقها بحذافيرها - لا تفيدني اطلاقا في المذاكرة ..
لجأت الى كتب اخى الاصغر محاولا الاستفادة من نصائح كتب المدرسة الموجودة في اخر صفحة .. " علو صوتك دليل على ضعف موقفك " .. " حاول أن تستخدم اللغة العربية في حديثك دائما " .. مممم لا شيء .. " تنظيم الوقت من أسرار التفوق " .. " استذكر دروسك أولا بأول ولا تؤجل عمل اليوم الى الغد " .. هع هع حلوة دى ..
والان يبدو أنني سألجأك لاستراتيجيات "تقليل الخسائر" .. والحمدلله ان كتاب الكوميونيتي يعج بمثل هذه الاستراتيجيات لمكافحة مختلف العادات السيئة .. والأغلب انى سأقضي الايام الباقية قبل الامتحان في مذاكرة هذه الاستراتيجيات .. أما المادة نفسها فيبدو أن الصيف يدعوها لتأخذ مركزها من وقته الطويل .. استرها يارب .
البريسنتيشن
ايه الحلاوة دى والجمال ده ؟ .. فاجأنى زميل الكفاح " الجعرّ" بآخر ابداعاته الفنيه في برسنتيشن الكوميونيتي .. ورغم انى ذهبت الى الكلية مرغما الساعة 9 صباحا .. الا انى لا أذكر في حياتى انى استفد من الاستيقاظ مبكرا الا في هذا اليوم .. وياجماعه انا نفسي ماكنتش أعرف ايه اللى هو عمله فيه وكان رافض تماما انى اشوف اى حاجة الا مع بقية الناس .. وفعلا كان يستحق الانتظار ..
وتملكنى بعدها إحساس بالحقد الطبقى والغيرة الفنية .. يبدو أنه انتظر تركي لجامعة بطليموس الأول والتحاقي بجامعة " اسبرطة " ليقوم بكل العمل وحده .. ولم أندم يوما على هذه الخطوة الا اليوم .. فلو ظللت في "بطليموس الأول " لكنت أصبحت عنصرا من عناصر هذا العمل الرائع .. ولكن يظل " الجعرّ" دائما وأبدا منبعا متجددا للأفكار والأبداع .. وانتظروا منه المزيد ..
أبورمّانة
