الخميس، يناير ٢٥، ٢٠٠٧

أمثال طبية

"ماشتمك إلا اللي بلّغك"
مثل مشهور جدا..بس إنت أكيد بتسأل إيه علاقته بالمدونة..أيوا أنا شايف السؤال في عينيك..معناه ببساطة..إن اللي يروح يبلغ أى دكتور عن المدونة..هوا اللي هيلبس..إحنا ملناش دعوة يا برنس..
" ياما في الجراب يا حاوي"
مثل خاص بالجعرّ وأبورمّانة..وطبعا هذا المثل يرتبط إرتباط وثيق بالمثل السابق..يعني لو حد راح بلّغ..مش هنطلع اللي في الجراب..وهتطلع ميتينا..فهناك الكثير من المواضيع التي لم يتم نشرها حتي الآن خصوصا أن سجن طرة
هذه الأيام رطوبة أكثر من الازم..
"مال تقديرك زفت ودرجاتك هباب..قال فاتني شيت ومشترتش الكتاب"
"باعني وهانت عليه العشرة..عشان شيت 11 و 9 و10"
طبعا كلنا عارفين أهمية الشيتات..ولكن الشيتات رقم 11 و9 و10 تتفرد بأن لها أهمية قصوي تختلف عن أي شيت آخر..ونظرة للأهمية القصوي لهذه الشيتات , سيتم الحديث عنها في موضوع آخر بالتفصيل إن شاء الله..
"ياقالب محاضرتي ومزأطط..بكرة تجيلي في الشفوي وتتظبط"
مثل من كل دكتورللطلبة اللي بيروحو يقفو في الكافتريا أو بيطلعو يزاكرو في المكتبة - حسب نوع الطالب - ويسيبو المحاضرة..وعلي فكرة في دكاترة كتير أنا كنت أعتقد إن محاضرتهم مملة أو سخيفة جدا..لكني جربت الحضور مرة لأحد هؤلاء الدكاترة..إلا انها كانت ممتعة جدا فلم أتوقف عن الضحك طوال المحاضرة لشدة بلاهته.
"في إيه ياجدعان فهمونا..قالو مسكت القسم بنت المجنونة"
اللي حصل ببساطة..إنه فيوم عادي جدا..كان الدكتور عبد المجيد هاشيموتو رايح الشغل..طلع الدور الرابع من عند المشرحة زي ماهوا متعود..لقي كشك حراسة..وسجاجيد حمرا..وشيتخانة..وأجهزة غريبة مرمية فكل حتة..راح علي مكتبه..لقي الاوضة مليانة رزم شيتات..ومفيش مكتب..جري عالطرقة..ليجد تلك السيدة الغريبة تجلس في وسط الطرقة..وحواليها زمايله آعدين غلابة كدا وباصين عالأرض..وهيا عمالة تديهم..وما إن رأته..حتي شخطت فيه خد يابن الكلب..إنت جايللي خمس دآئ متأخر..وأمرته أن يقف ووجهه للحائط..ويرفع إيديه لفوق..ومإن هم بالإعتراض حتي شخطت فيه قائلة..لو مش عاجبك..أخرج مالقسم بتاعي..تسائل الرجل -في نفسه طبعا- "القسم بتاعك؟؟..دا بتاعتك رسمي"..ومال علي صديقه الدكتور بلاك أوت-اللي كان متذنّب جمبه- في إيه ياجدعان فهمونا ..ليرد عليه بلاك أوت في صوت يخالطه البكاء "مسكت القسم بنت المجنونة"..
المثل الأخير واضح جدا ولا يحتاج لأي تعليق :
"الكلام ليكي يا جارة وإنتي حمارة"
الجعرّ

الأحد، يناير ٢١، ٢٠٠٧

فيلم رعب ..


الجعرّ و أبورمّانة

الأربعاء، يناير ١٧، ٢٠٠٧

لينجر فيلسكك


هذه القصة تدور في جامعة بطليموس الاول بمدينة إسبرطة..وهي من محض خيال المؤلف وأي تشابه بين شخصياتها وأي شخص في الواقع هوا من قبيل المصادفة البحتة غير المقصودة..والمؤلف برئ منها تماما.. تماما..


"أكيد كلكو عارفين الأيزو دا ممكن نطلع منه بسبوبة أد إيه.."
هكذا هتف السيد العميد في الحاضرين أمامه..الكل مجتمع لبحث سبل التطوير الممكنة لحصول علي الأيزو..والسبوبة..أردف العميد قائلا:
"طبعا أنا جمعتكو انهاردة ياولاد عشان أسمع كل واحد هيقترح إيه..يللا..مين هيبدأ؟؟"
قامت الدكتورة "جميلة جمال"..
"بسم الله الرحمن الرحيم..أنا أقترح تدريس دليل التليفونات مع منهج الفارمة..يعني أنا بصراحة بذلت مجهود خرافي عشان أجمّع أكبر كمية ممكنة من الأسماء في الكتاب..لكن للأسف لسا العلم مش بالتقدم الكافي..تخيلو أنا راسلت مكتبة الكونجرس..وطلبت منهم الحصول علي أكبر كمية ممكنة من أسماء الأدوية..كل اللي حصلت عليه تلتلاف اسم.."
قاطعها العميد قائلا:
-طب دورتي في دائرة المعارف البريطانية؟؟
-آه طبعا..دنا حتي دورت في المجلدات الخاصة بتاريخ الفراعنة..عن أسماء الأعشاب اللي كانو بيستخدموها...مجبتش غير ستة وتسعين اسم..
-لأ مش كفاية يا د.جميلة..خلاص..هنبحث موضوع الدليل دا..متإلأيش..مين اللي عليه الدور؟؟
قامت الدكتورة منال في زهو..فإنجازاتها تتحدث عن نفسها..إلا أنها لم تترك هذه الفرصة..وقالت:
-هاها..أنا بأه طبعا..إنتو عارفين..شيتات إيه ومحاضرات إيه..وسكاشن إيه..وشرايح إيه..متعدوش..حتي الإمتحان بتاع أعمال السنة..رفعت العيال فيه..وبعدين رفعتهم تاني في النتيجة..
ثم أضافت في خبث وهي تغمز بعينها:
-ولسا..ياما حرفعهم..
إعترضها العميد قائلا..
-بس متنسيش إن عندك في القسم د.القارئ...في طلبة كتير بيفهمو منه..
خبطت علي صدرها وشهقت قائلة..
-يانهار إسود..إنت بتقول إيه..طلبة تفهم عندي في القسم؟؟؟ إنت بتشتمني..دا كفاية الكتاب..إنت متتخيلش أنا تعبت أد إيه عشان أعمل كتاب ملوش أي معني... وبعدين معلش ياسيات العميد..القارئ دا عمري ماأدخله سكاشن ولا محاضرت..يادوب بس إديته الكارديو..وخد بالك..خليته أبل الإمتحانات علطول عشان محدش يحضر..
-برافو عليكي يا منال..طول عمرك رافعة راسنا..
-إقتراحي بأه عشان تبأه جامعتنا زي جامعات أوروبا وأمريكا..نجيبلهم أورطة حريم روسي..
-بس كدا الطلبة هتنبسط يا منال..
-لأ متخافش..هنقيهم يكون عندهم إيدز وجونورية..وبعدين معلش..حتي لو انبسطو شوية..أحسن مايفهمو..
هنا قام د.رضا قائلا..لو سمحت..دا دوري أنا بأة..
قال العميد..
-اتفضل يا د. رضا..يعني جيت في جمل..هاهاهاها..
انفجر الجميع ضاحكين..يابن الإيه..يخرب بيتك يا سيات العميد..طول عمرك دمك زي السكر..لاحظ العميد أنا أحد الجالسين لا يضحك..قالله إيه يادكتور..مبتضحكش ليه..النكتة معجبتكش ولا إيه.. رد الدكتور قائلا:
- لا أبدا..أصلي هسافر السعودية وحأقدم إستقالتي من الجامعة كمان يومين..فمعادش لازم أضحك علي نكتك..
نظر له العميد في غل..ثم التفت لدكتور رضا..يللا ياد.رضا..سيبك منه..يللا أولنا عملت إيه..
-أنا بأه..عملت حتة عملة..هاها..مش هتتخيلو..شوف بأه ياسيات العميد..أنا خليت جزء من المنهج الخاص بشكل الديدان و المقاسات والبيض - وطبعا إنت عارف المنج كله بيض - في كتاب تاني..اللي هوا كتب العملي..طبعا محدش بياخد باله مالكتاب دا..وطبعا ياباشا..هديهم الخزوق المتين في آخر السنة..كله هيجي مالكتاب دا..
-عفارم عليك ياض يا رضا..طول عمري بأول عليك أستاذ..
-لأ وإيه..الرسومات بتاعت اللايف سيكل..إستخدمت أحدث برامج معالجة الصور عشا أطلعها بشكل لايمكن إن الطالب يفهم منها أي حاجة..ومتنساش طبعا الخازوق المتين بتاع أعمال السنة..
-جدع ياض..
ثم أضاف العميد -الذي يبدو إنه بيدخل كتير علي هاي فايف - وهو يغمز بعينه:
- كيب روكنج..
ثم إلتفت إلي الدكتورة "أنصاف أقطار" قائلا:
-بصراحة إنتي مش عاجباني خالص يا دكتورة..إنتي عملتي إيه عشان الأيزو..
ردت قائلة في خبث:
-يضحك كثيرا من يضحك أخيرا..هه هه هه..متنساش إن نص الدفعة بيأجل ميكرو..
-متحرجيناش يا دكتورة..إحنا عايزين يبأه منظرنا مشرف بعد ما ناخد الأيزو..
توالت بعد ذلك الإقتراحات من رؤساء الأقسام الأخري..فإقترح قسم الفسيولوجي زيادة عدد البرانشات إلي تمانية وسبعين برانش..و اقترح قسم التشريح زيادة تركيز الفورمالين كما اقترح قسم الهستولوجي تغيير الشرائح لإن هناك أربعة شرائح -علي الأقل - يمكن التعرّف عليها..

* * * * * * * *
المشهد الثاني..

العميد ينزل من السيارة أمام المبني الفخيم..يرفع رأسه ليقرأ اللافتة:
" الشركة القابضة لتوريد الأيزو وشهادات الجودة للمعاهد الفنية - أيزوتيكا"
يعدل العميد جاكتة البدلة..ويشد قامته ويصعد السلم..
-لو سمحت ياباشا..أنا كنت عايز أقدم طلب للحصول علي الأيزو..
-المعهد بتاعك إسمه إيه؟
-لأ دي كلية الطب ياباشا..
-لأ..إحنا بندي الأيزو للمعاهد بس..
شعر العميد بخيبة أمل كبيرة..وأطرق برأسه..ثم سأل موظف الإستقبال..
-طب وبعدين..إيه الحل عشان ناخد الأيزو..
-ممكن تحول الكلية دي لمعهد في فترة لا تقل عن تلات سنوات بعد الحصول علي الشهادة..دا الحل الوحيد..بس تسجل الكلية في الشهادة باسم المعهد..
-طيب..سجلها معهد وخلاص..
-معهد اسمه إيه..لازم الإسم يكون طويل عشان يوحي بالأهمية..دنتا هتاخد أيزو يعني..
-طب سجللي باسم..إمممم..بص..خليها "المعهد الطبي الشامل"..
-طيب..الهر شموخللرهيعدي عليكو بكرة يشوف نظام المعهد..

* * * * *
المشهد الثالث

العميد يتوجه مع رجل أشقر فارع الطول إلي مكتب رئيس قسم الباثولوجي..

-دا الهر شموخللر يا د.منال..جاي عشان موضوع الأيزو..
-إيه دا..هوا ألماني؟؟ طب أولله إيش لبيديش كدا..
-بس ياولية إعقللي..متحرجيناش أدام الوفد..
إنطلق الثلاثة يجوبون أرجاء القسم..بدأو بدخول حجرة بها أربع مكاتب..علي كل مكتب يجلس أحد الموظفين..سأل الهر شموخللر الرجل الأول..
-إنت وظيفتك إيه هنا؟؟
-ولا حاجة..
إلتفت إلي الثاني فأجابه بنفس الإجابة..ثم الثالث والرابع..كانت الإجابة "ولا حاجة"
أخرج الهر بلوكنوت لكتابة الملاحظات..وكتب "تشابه تخصصات..يكفي موظف واحد "..
إستمر الوفد في الجولة..كان الهر بين الحين والآخر يهز رأسه ويمط شفتيه قائلا :
-"لينجر فيلسكك فيلشتا شينا"
وهو ماكان يصيب الجماعة بقلق بالغ فلم يكن عندهم فكرة أنها تعني أن "النقر في السكك تكون شينة في فصل الشتاء , وأن الأخ من دشنا.

* * * * * * *
المشهد الرابع (فلاش باك):
العميد ينصرف من مقر شركة "أيزوتيكا"..يتأكد الموظف من إنصرافه..ثم ينادي:
-إنت ياد يا عويس..خد تعالي..
-أيوه يابيه..
يناوله الموظف عشرة جنيه ويقول له:
-خد دي..هاتلك علبة جلوري أصفر دهبي وروح إفرد شعرك عند المزين..عندك مأمورية بكرة"

* * * * *
المشهد الخامس

الترتيب من أجل الحفلة الكبيرة لتدشين الأيزو..البوب الكبير يتفق مع الخطاط..

-بص..عايزك تكتبلي يافطة كبيرة عليها "العرض مستمر..العرس الكبير لتطوير التعليم...جامعة بطليموس تحصل علي الأيزو"
كعادة الكلية في الأخطاء المطبعية..كتب الرجل "العرض مستمر" بدون نقطة علي الـ "ض" , كما كتب "العرس الكبير" بالـ ص بدلا من السين..

* * * * * *
المشهد السادس..

الإحتفال الكبير لتدشين الأيزو..قاعة المؤتمرات..احتفال مبتكر جدا..

بسم الله الرحمن الرحيم
إنا فتحنا لك فتحا مبينا
صدق الله العظيم.
فإنه وتحت رعاية السيد الأستاذ الدكتور فلان الفلاني كبير الأطباء وقائد العسس وكبير البصاصين , حصل المعهد الطبي الشامل -كلية الطب سابقا - علي الأيزو 9001..حفظه الله وجعله ذخر ذخورا لنا ولإسبرطة..والآن مع كلمة سيادته..
بسم الله الرحمن الرحيم..إستطعنا بفضل الله وبعونه..إجتياز أكبر التحديات..وحصلنا علي شهادة الأيزو..كما شهد الوفد الألماني المنتدب من وزارة التعليم العالي بفرنسا , بجودة التعليم عندنا , وأشاد بالخطي الواسعة التي نقطعها نحو مستقبل أفضل لأولادنا..أولاد الكلب..
*تصفيق ...تصفيق...تصفيق*
أخذ بعد ذلك يتحدث عن الإستراتيجيات المتبعة للنهوض بالمستوي العلمي , والأيدلولوجيات المعاصرة لتحديد الإتجاهات العلمية , وديناميكا التطوير التعليمي الإستاتيكية , والأبعاد المتوازية للتعليم العالي..
تحدث بعد ذلك عن مدي التقدم العلمي الهائل الذي لحق بالكلية بعد الحصول علي الأيزو وكيف أن الحضور بأه بيتكتب في لوج بوك بدلا من كارنيه تعبان من ورقة واحدة..

* * * * * *
المشهد السابع..

أنا وأبو رمّانة نتجه إلي مبني الكلية..يستوقفنا رجل علي الباب ممسكا بختم كبير مكتوب عليه "ISO 9001".
-لو سمحتو يا جماعة..إحنا خدنا الأيزو..لازم يبان علينا كلنا..
رفع الرجل الختم عاليا وقال..
"تسمحو تأبّصوا؟؟"


الجعرّ


يوم ممتع جدا

يوم الدراسة التقليدي هو اليوم الذى تبدأه بلعن سلسفيل الكلية وانت بتصحى على صوت المنبه .. وبينما انت تغسل وجهك ( لوكنت بتغسله يعني ) بتتمنى ان النهاردة يبقى احسن من امبارح .. لكن هل فعلا بيحصل كده ؟

الساعة 9ص : عايز اروح المحاضرة .. بدور العربية من ربع ساعة مش عايزة تدور .. المحاضرة مهمة ياجدعان وفيها شيت .. لازم اتصرف بسرعة .. وقفت في الشارع كده واستجمدت اتنين .. يابو الشباب ممكن زقة والنبي .. وقعدو يزقونى رايح جاى .. الناس في الشارع اتلموا وكل واحد عمل فيها مستر مرسيديس اس كلاس.. واحد يقول شكل البطارية نايمة .. والتانى يقول اكيد مامشتش بيها من زمان .. والتالت يرد طب افتح الكبوت كده تقريبا سلك الموبينة ملمس .. ركنت العربية ووقفت تاكسي .. كلية طب ياسطة ؟.. فووووو

الساعة 10ص : واقف ادام باب المدرج .. طبعا فهمتو ان الباب اتقفل الساعة 9 وخمسة .. تحالف قوى الشعب العامل تطالب عم محمد يفتح الباب .. ويرد علينا لايمكن ابدا ياولا ( ياولاد) اكديه (كده) الدااكتورة (الدكتورة) تجيب أجلى .

الساعة 11ص : الناس طالعة من المحاضرة .. كل واحد يطلع اسأله .. معاك شيت زيادة .. طب انت معاك شيت زيادة .. وعرفت كمان ان الدكتورة سجلت اسامى اللى حضروا عشان ياخدوا درجات اعمال السنة (معرفش ازاى بيعرفو يسجلو غياب 700 واحد كل يوم ) .. طيب حد كتب اسمى ؟ .. برضه لأ .. اه ياولاد الـ...

الساعة 12ظ : واقف قدام لوحة اللى جابو 27 في الترم الأول (دى الفول مارك وماتسألش ليه 27 مش 30 يعني .. ماجتش على دى ) .. أو زي مابحب اسميها قايمة اجمد سبعة الساعة سبعة .. ماتستغربش لو مالقيتش اسمك في اجمد سبعة الساعة سبعة ولقيت اسامى كل اللى ماحضروش محاضرات معاك .. ماجتش على دى كمان ياراجل..

الساعة 1ظ : في مدرج الفارما قبل السكشن .. الحالة العامة غير مشجعة .. مجموعة من الطلبة راحت في سبات عميق .. ومجموعة اخرى بتلعب في الموبايل .. وبعض الطلبة فاتحين بقهم معرفش ليه؟ يمكن حرانين ولا حاجة .. اما اعضاء "نادى الفرّاخة " (راجع موضوع نادى الفرّاخة في المدونة) فشغالين مع الدكتور الله ينور .. عدة أدوية يتم تداولها بين أعضاء النادى وبين الدكتور الله ينور (ده اسمه) .. ميّلت على اللى جنبي عشان يديني نفس من السيجارة اللى معاه .. وفي نفس اللحظه انقض عليا الدكتور زي النسر اتخيلت انه عايز نفس هو كمان .. لكن للأسف قالى انت يالى لابس اصفر كنارى هناك .. لو عندك سؤال قوم واسألهولى .. اتنحنحت شوية كده وقلتله يادكتور هو الميثيل امينيت(مفيش حاجه اسمها كده طبعا) بيعمل ايه في الكارديو فاسكولار .. راح الدكتور باصص في الارض وعدل نضارته في تركيز وبصلى جامد أوى .. أكيد هايطردني .. راح قايلي هو مش عليكو هو postgraduate بس شكلك كويس وبتقرى من مراجع .. ابقى تعالى بعد السكشن وانا اقولك عشان ماشتتش زمايلك..

الساعة 2ظ : خارج من سكشن الفارما ورايح على الباثولوجى(ادعولى)

الساعة 3ظ : واقف ادام الميكروسكوب .. يعني مش ادامه أوى .. فيه حوالى 25 واحد عايزين يشوفو الشريحة قبلى .. بحاول اسمع الدكتورة بتقول ايه لكن الصوت مش واصل .. شايف الدكتورة عمالة تفتح بقها وتقفله وكل الناس عمالين يهزو دماغهم في رضا .. اكيد بتحاول تشرحلهم الشريحة ..

الساعة 4م : رايح الدرس .. ايوه باخد درس عندك مانع ؟

الساعة 5م : في الدرس .. محاولات بائسة لمقاومة النوم .. دماغى عمالة تسقّط يمين وشمال .. تثاؤب مستمر .. شجع على ذلك المادة العلمية الممتعة اللى في الدرس .. ببص في الساعة كل خمس دقايق ..
الساعة 6م : مروح البيت ..

الساعة 7م : بتغدى ..

الساعة 8م : قاعد ادام التليفزيون بتفرج على برنامك (برنامج) البيض بيضك (البيت بيتك) .. حوار ساخن جدا عن شيكسبير .. وهل كان مذهبه استروائي أم استقرائي ؟ ..

الساعة 9م : زميلي في السكشن بيتصل بيا على التليفون .. رديت الو .. ايوه يابني .. قالى اخبار مذاكرة الامتحان ايه ؟ .. قلتله امتحان ايه جنابك ؟ .. قالى انت مسمعتش الدكتورة في سكشن الباثولوجى ولا ايه ؟ .. بكره في امتحان شفوى في سكشن المتحف في كل اللى اتشرح الاسبوعين اللى بعد الميدترم..
الساعة 10-12 م : بحاول اذاكر اى حاجه للامتحان .. طلاسم و كلام غريب .. ضاعت الساعتين مابين عمل 4 كبايات شاى و بص في السقف وعد النملات اللى في الكتاب ..
الساعة 1ص : انتهيت من عمل البراشيم اللازمة لامتحان الغد بالاتفاق مع الجعرّ للاستفادة من كل الوقت ولضمان عدم التداخل بين البراشيم ..
الساعة 2ص : داخل انام بس حاسس ان بكره هايبقى احسن .. سمعت هاتف في المنام بيقولى أبّص .. ..

أبورمّانة

الخميس، يناير ١١، ٢٠٠٧

Medical Student Syndrome


*ملحوظه : جميع العبارات المقتبسه في هذا الموضوع هى عبارات حقيقة موجودة فعلا في منتديات طبية على الشبكة*


لا يمكننى تأكيد أنك سمعت بهذا المرض من قبل .. ولكن من المؤكد ان المرض ده حقيقي .. ربما أصبت به من قبل .. ربما أصيب به صديقك أو أحد معارفك ولكن الأكيد أنك مريت عليه من بس يمكن ماختش بالك منه..

أكيد كلنا حسينا قبل كده ان انت عندك مرض من الامراض اللى انت اخدتها .. ممكن مش على نفسك .. ممكن على اخوك أو والدك .. وانت في أولى مثلا رحت ماسك السماعة وعملت فيها عم مجدى يعقوب وحطيت السماعة على صدر اخوك .. مممم .. شكلك ياله عندك ضربة زيادة .. طب استنى كده .. أنا انصحك تعمل رسم قلب وتوريهولى قبل ماتموت .. وبحملك المسئولية عن أى حاجه تحصل ..
يمكن وانت بتذاكر باثولوجى اسم النبي حارسك وصاينك رحت قريت ان الـNaevus ممكن تقلب malignant وتبقى melanoma .. وفي نفس اللحظه بصيت على الحسنه الكبيره اللى في رقبتك .. يمكن تكون حسيت ان أيامك في الدنيا معدوده .. يمكن تكون رحت تكتب وصيتك .. لكن الأكيد انك جالك السيندروم اياه ..

شوفو العلم بيقول عليه ايه .. انه مرض نفسي يصنف تحت طائفة الفوبيا .. وبيصيب طالب الطب أو اى حد بيقرا عن مرض .. بيبتدى يحس انه عنده الاعراض التشخيصية للمرض .. ومش بعيد يافالح تروح تكشف ويطلع ماعندكش حاجه وكل اللى عملته انك خسرت ابوك العشره جنيه تمن الكشف في العيادة الخيرية ..

أما من وجهة النظر التأبيصية .. فأرى أن علماء النفس ظلموا هذا المرض ظلما بالغا .. لأن هذا المرض أعم واشمل من هذه الاعراض البلهاء اللى لاتودى ولا تجيب .. فطالب الطب عندما يدخل كلية الطب لأول مرة يجد في استقباله مجموعة من الطلبة الخرافيين الذين ينتمون لعوالم أخرى ولكن لاذنب لهم فهم مصابون بهذا المرض .. وللأسف فإن هؤلاء الطلبة دون غيرهم هم من يعطي الطلبة الجدد النصائح عن الكلية ..

فتجد نصائح مثل ..

وربما تعتقد انها نصيحة عادية خارجة من شخص متزن نفسيا .. وخصوصا عند قراءة نصيحته الثانية..


يعني بروح أمك لو انت من الناس الأيّاه اللى مش معاهم واسطة يبقى تاخدها من قصيرها وتعرف انك حقير ومش من مسوى الكلية


لكن تأكد أن أعراض المرض قد بدأت بالظهور عليه فعلا .. فستجد عنده disorientation و unaware of the surrounding

ما تستغربش .. شايف خفة الدم والظرف والاستمتاع بالحياة .. ليه تتضايق لما تشوف حبايبك اللى في تجارة وحقوق وصيدلة عايشين حياتهم حريم وخروج ورحلات .. كل دى مظاهر سعادة زائفة .. عندنا احنا الهزار والضحك على اصوله ومش حارمينكم من حاجه ..


وستعرف مدى بؤس أصحاب هذا المرض وكم هم يستحقون الشفقة عندما تشاهد احتفالاتهم ومهرجاناتهم التى ينظمونها دوريا
وعلم الأمراض ده اسم النبي حارسك وصاينك هو الاسم الحركي للباثولوجى عند هؤلاء المرضى .. غلابة صح ؟

وقد تتطور الحالة عند هؤلاء - اذا اهملوا العلاج - لتتحول الى حالات مزمنة مستعصية العلاج

فقد يتخيل أنه مستر اكس .. وأن العصابة الشريرة بتجري وراه .. ولابد من التخفى والاختباء حتى ينظم صفوف جيوشه

وعلى الرغم انى مش مستريح لكلمة (سرية) دى بس هاعديها نظرا لظروفهم الصحية ..

وقد يطلب طلبات وهمية لايمكن تحقيقها الا في عالم الماتريكس


ويقوم باستنتاجات منطقية يعرفها كل الناس بالفطرة متخيلا انه جاب التايهة وانه المهدى المنتظر مثلما نرى في رد أحدهم على سؤال واحد بيقول انه ضايع قبل الامتحان باسبوع وعايز يعرف ايه اللى يركز عليه عشان ميشيلش السنه


اما اخطر الاعراض فهى الهلاوس السمعية والبصرية التى تصيبهم .. وتجعلهم يتخيلون أنفسهم في أماكن صنعوها من نسج خيالهم .. وهذه الحالة terminal


ولذلك وبعد دراسة مستفيضه تجد أن علماء النفس ظلموا مرضا مهما بإعطائه هذا التعريف القاصر .. وربما كان عذرهم الوحيد هو عدم وجود حالات مرضية كافية في مستشفياتهم وعياداتهم .. وندعوهم وكل المهتمين بهذا المرض الى زيارة احد كليات الطب في مصر لعمل دراسة مستفيضة عن هذا المرض ..


وفي النهاية أحب أن ابشرك .. فانت اما أنت تكون أحد هؤلاء وبهذا يكون عندك المرض الذى وصفته

أو تتخيل أن أحد هذه الاعراض عندك وبذلك يكون عندك المرض الذى وصفه علماء النفس ..

ولم يكتشف أحد الى الآن كيف يمكن الهروب من هذا السندروم..

أبّص


أبورمّانة

الأربعاء، يناير ١٠، ٢٠٠٧

نادى الفرّاخــة


قبل ماتبدأ تقرا المقال..يجب التأكيد علي أن جميع الوقائع المذكورة فيه حقيقية مائة بالمائة..كل هذه الوقائع عشتها بنفسي ورأيتها بعيني وسمعتها بأذني..

هم موجودون في كل مكان حولك..وإنت واقف أدام المشرحة ممكن يكون جمبك واحد منهم..وإنت واقف معاها في الكافتريا ممكن واحد منهم يعدّي عليك..وإنت في السكشن..أكيد في ميت واحد منهم حواليك..
البعض يسميهم "نادي الفرّاخة" علي أساس أنهم المصدر الأساسي للبيض..
البعض يعتبرهم مساهمين أساسيين في تحديد النسل عن طريق الإخصاء..
المهم أنهم موجدون..وأنك لازم هتتعرضلهم..
قبل بداية الحديث..أكرر مرة تانية أن جميع الأحداث حقيقية..

العضو الأول..
كنا جالسين في مجموعة التقوية بتاعت الفسيولوجي..سنة أولي..الدكتور زمزم هوا اللي بيشرح..المدرج زحمة جدا..الناس واقفة علي رجليها..كان الدكتور بيشرح رسبيريشن..تحديدا الـ"o2 dissociation curve"..قال الدكتور أنها علاقة خطية..تمثّل بخط مستقيم..قام أحدهم ليسأل..توقف الدكتور عن الشرح..أنصت الجميع وتوجهت كل الأنظار لهذا الطالب للإستفادة من السؤال الذي لابد أنه سيفتح أمامهم مجالات كثيرة جدا من الفهم والإستيعاب..
بدأ الطالب -العضو- بالكلام..طب يا دكتور..أدام العلاقة خط مستقيم..ليه مش سمّوه "o2 dissociation line"؟؟؟
آه يا حيل..

العضو التاني..
في سكشن الأناتومي في المشرحة..سنة تانية..دكتور إبراهيم العزوني بيشرح هيد ونيك..تحديدا الكافيرنس سينس"Cavernous sinus" ..قال الدكتور إن الإنفكشن في الكافرنس سينس بيبأه خطير جدا..قام الشاب الكتلة آله "لأ يادكتور..دا بيموّت..كل الحالات اللي شفتها ماتت.."
شافها فين دا؟؟ وبعدين مهي أكيد ماتت عشان إنت شفتها يا حمار.

العضو التالت..
في درس الفسيولوجي..آه باخد درس..الدكتور بيشرح ريسبيريشن..بيتكلم عن "Valsava Maneuver"و "Muller's Maneuver" ..تفتق ذهن الطالب العبقري بالسؤال هوا موللر وفالزالفا دول إخوات..علي أساس إنهم أولاد الحاج مانوفر يعني..

لكن بعض هؤلاء الطلبة -لابد من الإعتراف بالحقيقة - جهابذة فعلا...مثل الطالب الذي إكتشف -في سكشن الاناتومي- رئة ثالثة للإنسان, ثم اكتشف -بعدها مباشرة - إنه نسي نضارته في البيت.
ولا يزال أعضاء النادي في زيادة..
بعضهم باقي للإعادة..
وبعضهم فتح -عندهم في البلد- عيادة..
المهم أنهم موجودون..
لو قابلت واحد منهم..ربنا يعينك..
ولو إنت واحد منهم..لامؤاخذة..تأبّص
الجعرّ

الثلاثاء، يناير ٠٩، ٢٠٠٧

فوازير السنة الجديدة

فزورة (1)
حاجة كدا قدس الأقداس..
لوتشتريني تشهر إفلاس..
راجعني واحد متخلف..
وكتبني واحد هلاس..
* * * * *
فزورة (2)
ورقة..ضد التقليد..
هتاخدني..درجاتك هتزيد..
ولو واحد فاتك يا حبيبي..
هتخش جهنم تأبيد..
* * * * *
فزورة (3)
نفسي أشوفك مشنوءة..
وعنيكي الاتنين مخزوءة..
مجنونة وهبلة وهجاصّة..
ودماغها مناطق موبوءة..
الجعرّ

الاثنين، يناير ٠٨، ٢٠٠٧

كباية شاى


اخذت رشفة اخرى من كوب الشاى الموجود أمامى .. لا أتذكر هل هذا هو الكوب الثانى أم الثالث ؟ .. لم يكن ذهنى صافيا لأعرف على وجه اليقين .. لا أعلم لماذا تصارعت كل هذه الافكار في رأسي و أنا أرى حالنا في كلية الطب .. حاولت أن اتذكر جيدا لماذا دخلت كلية الطب .. هل بسبب حبي لها ؟ هل بسبب ضغط الأهل ؟ هل استخسرت المجموع ؟ .. حاولت أن اتذكر أحلام الطفولة اللاهثه .. لم اجد في رأسي سوى بعض الخيالات .. لطالما تسائلت لماذا نتخلى عن احلامنا بهذه السهولة .. ألم نكن نتصور أنه لاعيش بدون تحقيق هذه الاحلام ؟ .. لماذا اصبحنا نتعامل معها بمنطق العجائز .. آآه يازمن .. تذكرت الآن لحظة دخولى جامعة الزقازيق للمرة الأولى .. كان هناك سؤال يدور باستمرار في رأسي .. لماذا تبدو كلية الطب بهذا المنظر الكئيب ؟.. أخذت رشفة أخرى واستمرت الذكريات تتوالى .. دخولنا اول محاضرة .. وجدنا العميد يعدنا بمستوى راق من التعليم وأننا سوف نحس باننا في بيتنا الثانى .. سألت نفسي هل فعلا صدقت ماقاله العميد أم تمنيته ؟ .. تذكرت عندما رأيت الجثة لأول مرة .. كم كان غريبا هذا الاحساس المتردد بين الخوف والرهبة والفضول .. تذكرت أول سكشن فيسيولوجى والدكتور يخبرنا بأننا لن نستطيع أن نجرى تجارب المنهج لأننا لانمتلك دما يكفى لكل الطلبة .. كم ضحكت على كلامه وهو يكرر " اتخيلوا ان الميّه اللى قدامكم دى دم " .. هل استوعبت حقا حقيقة الكلية في هذه اللحظه ؟ .. ها أنا طالب في الفرقة الثالثة ولا أعلم حتى الآن الفرق بين الالف وكوز الذرة .. هل حقا صدّقت كلمة دكتور التى يطربني بها اهلى ومعارفي كلما رأونى ؟ .. لم أنس يوم طلب منى عمى تركيب محلول لزوجته ووقفت أمام المحلول مذهولا كمن رأى معجزة الكهرباء لأول مرة !! ..
ياااه كم أصبح هذا روتينيا ومملا .. تذهب للكلية في الصباح .. وتلعنها في قعدة القهوة مع أصدقائك ظهرا .. وتذاكر مالعنته منذ ساعات قليلة مساء .. وتنسى ماذاكرته قبل أن تذهب لسريرك ..
كم أشفق عليكم ياطلبة ثانوية عامة يامن تنتظرون دخول الطب .. أمامكم الكثير لتجرّبوه .. صدمة دخول الكلية لأول مرة .. توهان أول شهر .. أول ضحكة تضحكها على كلام الدكاترة عن الفهم بدون دروس .. رهبة أول شفوى .. أول مرة تتصدم بالوسايط .. أول فنجان قهوة تشربه في حياتك لكى يعينك على مذاكرة الفسيولوجى أيام الامتحانات.. أول توقعات قبل الامتحان .. أول برشام .. أول قرار تأجيل .. أول شيت .. أول شريحة .. يوم أول نتيجة .. أول حب في الجامعة .. وأول خيانة .. أول مرة تمسك ايد حبيبتك .. وأول مرة تقرأ مدونة أبّص ..
يااه عليك يازمن وانت بتجري بجنون ..
اما الذى اكتشفته يقينا هو أن كباية الشاي خلصت ..

داحنا مأبّصين من زمااان ولا احنا عارفين ياجدعان ..


أبورمّانة

السبت، يناير ٠٦، ٢٠٠٧

مذكرات دكتور امتياز


طبعا كلكم عارفين صاحبنا الدكتور النبيـه ... ولمن لايعرف النبيه .. هو احمد النبيه - واشك أن يكون هذا اسما على مسمى - فهذا النبيه ذاكر في ثانوية عامة وقاده حظه العاثر الى كلية الطب .. المهم احمد النبيه دلوقتى خرج من السجن - قصدى من طب - ليس لحسن السير والسلوك ولكن لانقضاء مده العقوبة تامة كاملة بما فيها سنة الامتياز ..
المهم كنت في أحد الايام اقلب في أوراق دكتور احمد النبيه ووجدت هذه الاوراق المتفرقه من مذكراته .. وهذا ماكان فيها

السبت 8/2/1997
اليوم هو يوم نتيجه البكالريوس .. مش قادر اصدق نفسي .. اخيرا وبعد ست سنين ونص خلصت كلية الطب .. ذكريات كثيره في خيالى .. يوم التنسيق .. أول يوم في الكلية وانا رايح مبسوط بالبالطو الأبيض وصدمتى بشكل الكلية .. رعب دخول المشرحة لأول مرة .. احساس أول ميدترم .. خوف أول شفوى .. أول عيان اشوفه في حياتى .. أول مرة أقيس الضغط ... ياااه حاسس انى بقالى ميت سنة في الكلية .. المهم انى خدت نتيجتي .. صحيح انى متعلمتش كويس لكن اكيد هتعلم في الامتياز
الاربعاء 12/3/1997
النهاردة رحت الكلية مع صحابي عشان اشوف امتيازى هايبقى فين .. دخلونا قاعة كبيرة كده وكنا قاعدين كل اتنين على كرسي .. المهم دخل العميد ومعاه اتنين عمال شايلين صندوق قزاز فيه كروت كتيره .. هايعمل بيها ايه ؟ معرفش .. بدأ العميد ينده على اسامينا واحد واحد .. وكل واحد يروح يسحب كارت ويخربش .. واللى يطلعله اسم مستشفى بيروحها بسرعه عشان يلحق مكان .. يانهار اسود .. كل الكلام عن الامكانيات والتقدير والمذاكرة راح في الهوا .. اهم حاجه انا جاتلى مستشفى مش طابونة
السبت 4/4/1997
اول يوم في الامتياز .. استقبلنا النايب .. كانت علامات "المعاناة" باينة على كل حته في جسمه .. وخصوصا ذلك "التاتوو" على شكل الايد الذى كان يزين قفاه .. وبصوت أجش قالنا "امتياز ؟ جاتكو البلاوى" وودانا أوضه تتسع بالكاد للأربع مكاتب .. ادانا أوراق وطلب مننا اننا نملاها .. خدنا اليوم كله .. بداية غير مبشرة
الثلاثاء 16/4/1997
دخل علينا مريض .. عرفت فيما بعد ان هذا النوع من المرضى يسمى "المريض الحويط" فهو يتعامل مع الدكتور كأن الدكتور نصاب محترف ولازم ابقى الئم منه .. رجلك بتوجعك ياحاج ؟ اه يابني .. طب وضهرك ؟ اهوه ده بقى بينقح عليا من يومين .. دايخ طيب ؟ يالهوى مش قادر ارفع دماغى .. لمده تلات ساعات لم اخرج منه بشيء .. اخدوه غرفه التعذيب عشان يعترف باللى بيوجعه .. ولم اعلم ماذا حدث له حتى الان
الخميس 2/5/1997
دخل علينا في الاستقبال راجل عجوز على الفجر كده .. انتفض الاستقبال كله .. مالك ياحاج ؟ لأ أبدا يابني دانا كنت بصلى الفجر لقيتكو فاتحين قلت اعدى اقيس الضغط قبل ماروح
الاحد 11/6/1997
ست كبيرة في قسم الجراحه .. مالك ياست الكل ؟ ... صباعى مدوحس يابني .. وريني كده .. اه ياحاجه طيب ممكن تقلعى عشان اقيس الضغط والنبض ؟ .. ليه ماهو الصباع قدامك اهو .. ياستى لازم .. لأ مش قالعه عالجنى كده .. مممم
الاثنين 19/7/1997
هرج ومرج .. فيه ايه ياجدعان .. واحد مريض جايب البلد كلها معاه في تلات ميكروباصات .. اهلا .. ايه اللى بيوجعك ؟ .. جنب بطنى اليمين يادكتور زى النار مش قادر انام .. كويس أوى الوجع ابتدى الساعة كام ؟ .. الساعة كام ايه دكتور ابتدى من اربع شهور
الخميس 20/9/1997
في قسم الاطفال ست جايه مع ابنها .. الواد مش راضي يرضع ولا ينام يادكتور .. هاتيه ياست .. وبعد الكشف والذى منه .. الواد مافيهوش حاجه ياستى .. امال مش راضي يرضع وينام ليه يادكتور ؟.. اعمل ايه يعنى ياستى ؟ .. حاضر هارضعه انا وانيمه
الاربعاء 10/11/1997
في قسم الجراحة .. الحماسة تسري في عروقنا جميعا .. دخلنا خمس دكاترة امتياز مع نايب عشان نعمل عملية الزايدة لعيان .. بدأنا العملية وفتحنا بطنه .. وبدأ النايب يدور على الزايدة .. فين الزايدة ؟؟ .. معرفش يادكتور .. فين الزايدة يابهايم .. وبدأ يدور فينا التلطيش عشان يقر حد فينا بمكان الزايدة .. واقسمنا اغلظ الايمان اننا لم نأتى من البيت الا بالبالطو والسماعة .. واستدعى الدكتور الممرضين والعمال وسألهم على الزايدة واحد واحد .. خيطنا بطن العيان واتفقنا على الكذب عليه .. لما فاق سألناه ها ياحاج اخبار الزايدة ايه بتوجعك ؟ .. زايدة ايه يابني انا عملت الزايده من عشر سنين .. انا جاى اعمل اللوز
الاثنين 16/1/1998
في الطوارئ .. دخل علينا مريض عنده تسمم .. بعد عمل غسيل المعدة والذى منه .. دخلت عليه اسأله الاسئلة الروتينية انت شربت ايه بالظبط ؟ .. رد شربت قزازة جاز كاملة يادكتور .. ليه ؟ .. اصلى افتكرتها ميّه .. امال شربتها كلها ليه ؟ .. أصل النور كان مقطوع يادكتور ..ممم
الاحد 3/3/1998
اتصلت بصديقي الصيدلى اللى اتخرج واتجوز واشتغل ودلوقتى مركزه حلو في احدى شركات الادويه وعنده عربية وبيقبض بالدولار .. كنت عاوزه يشغلنى اى حاجه انشالله فراش عنده .. قالى انت مش كنت بتحب الطب ونفسك تبقى دكتور يابني .. رديت عليه قلتله
أبّــص

أبورمّانة

الحنكليس

"هيا دي فرصتنا يا جعرّ..!"
هكذا صاح أبو رمانة..ظرت إليه شزرا وقلت :
"الله..؟؟ بتغلط ليه دلوأتي؟؟"
-أنا غلطت فيك خالص ياعم إنت..
-الله..أمال إيه جعرّ دي..
-دا اسمك..أنا أعملك إيه يعني..
حككت رأسي في استسلام..ثم قلت..ما علينا..هفوتهالك المرة دي..المهم..عايز إيه..
أشار إلي الإعلان علي الحائط بجانب المدرج,عن المسابقة الأدبية والتي بها -علي حد تعبير الإعلان- "جوائز مجزية".
قال أبو رمانة : انا بقول نستغل خبرتنا في الآداب..ونشترك في المسايقة دي..وأهو يمكن نطلع بسبوبّة حلوة..
حاولت جاهدا إقناعه بأن الخبرة المطلوبة في الآداب تختلف تماما عن خبرته مع بوليس الآداب , إلا أنه بدا أن الزغروف اللي ضربه الصبح قد شعشع تماما في رأسه وأخذ يحلف بالطلاق أنه لابد أن يشترك..ولما قلتله حلفانك باطل لإنك بتحلف بالطلاق وإنت مش متجوز..قاللي حاطلّق أمي..
أمام إصراره الرهيب, تأكدت أنه لا يمكن إثناؤه, أشرت إلي أسفل الإعلان إلي مسابقة البحث العلمي..وأنه يمكن الإشتراك بها خصوصا أن مكافآتها برضه مجزية..بعد أخذ ورد, قررنا الإشتراك , وكان علينا التقدم للأستاذ "محمود البخشواني" بنادي العلوم في الجامعة..
بدأنا رحلة البحث عن نادي العلوم..هذه الرحلة التي إستغرقت حوالي تلات ساعات أخذنا نسأل فيها كل المارة عن نادي العلوم -وباستثناء اللذين هربو فزعا- تلقينا بعض الإجابات بأن نادي العلوم له مقر سري لا يمكن الوصول إليه ,كما قال البعض أن نادي العلوم -زي السلعوة- هو دسيسة من إسرائيل لا أساس لها من الصحة.
بعد ثلاث ساعات تقريبا وصلنا إلي المقر..دخلنا مما إعتبرناه -مجازا- أنه باب, لنجد ما يمكن اعتباره -مجازا -أنه مكتب..يجلس عليه رجل مستغرق تماما في النوم وقد غطته خيوط العنكبوت..
-لو سمحت يا باشمهندز..
ناديته وأنا أهزه بشدة لأوقظه..إلتفت إلي ثم قام من مكانه في فزع شديد لم يلبث أن تحول إلي فرحة غامرة وهو يخبرنا أنه سعيد جدا جدا برؤيتنا, فنحن -كما أكد لنا- أول زوار للمقر منذ أسسه حشمت بيه لاظوغلي بتكليف من محمد علي باشا عام 1824.
سألناه عن الأستاذ محمود البخشواني..فقال:
-شايفين الباب اللي هناك دا..
-آه..
-ملكوش دعوة بيه خالص...
ثم أشار إلي الجهة الأخري من الحجرة..وقال:
-شايفين السلم دا..هوا دا بأه..هتطلعه الدور التاني..هتاخدو أول يمين في تاني شمال..هتلائي باب كبير..عديه هتلائي بعديه علطول سلم..إطلع دورين وبعدين خد شمال..
ظل ساعتين يصف حتي تهت منه تماما , نظرت إلي أبو رمانة فوجدته أخرج ورقة وقلم وأخذ يكتب وراءه ويرسم الخرائط التوضيحية ..
مشينا كما وصف لنا تماما..بعد حوالي نصف ساعة..وجدنا نفسنا في نفس المكان..أمام المكتب..أمام نفس الرجل..
نظرت قي دهشة شديدة وقلت:
-إحنا مشينا زي ماوصفت بالظبط..لإينا نفسنا هنا تاني..
-أيوا..ما هو أنا محمود البخشواني..مواهاهاهاهاهاها!!
نظرت في غل شديد..وكدت أنا أقول له "أبّص" إلا أن أبورمانة نبهني قائلا إن المقال لسا مخلصش..
سألناه عن الشروط المطلوبة للبحث..فقال أنه - أولا- يجب الحصول علي استمارة 3 ط.ب"طلب بحث" من الهيئة العامة لإداة الأبحاث وشئون والدراسات العليا المتخصصة من مقرها الرئيسي في الجيزة..
توجهنا أنا وأبورمانة إلي هناك..يجب أولا تقديم طلب التماس للحصول علي إذن بحث , يقدم في هيئة شئون الالتماسات , ثم نذهب به إلي الهيئة العامة لإداة الأبحاث وشئون والدراسات العليا المتخصصة للحصول علي طلب بحث , يتم تقديمه إلي لجنة قبول طلبات الأبحاث التي تحيله إلي لجنة إعتماد قبول طلبات الأبحاث ثم لجنة البت في إعتماد قبول طلبات الأبحاث ثم لجنة التصديق علي إعتماد قبول طلبات الأبحاث..
بعد ستة شهور, تم الإفراج عن طلب البحث , ذهبنا لإستلامه , ثم توجهنا به إلي الأستاذ محمود البخشواني مرة ثانية..
نظر إلي الورقة وقال إنه لايمكن إكمال الإجراءات , لأن الختم غير واضح..
سألته..طب نعمل إيه..
قال يجب التوجه إلي المركز الإداري لشئون الأحبار والاختام في مقره الرئيسي بمحافظة قنا..
نظرت له في دهشة..فقال إنه يمكن إجتياز العقبة بطريقة أكثر سهولة , هي تفتيح المخ..كان كل ما في جيبي هو 5 جنيه , قمت بتفتيح مخي بها , وهكذا أصبح الختم واضحا , ويمكن إستكمال الإجراءات..
قال الأستاذ محمود أنه يجب إستكمال باقي الأوراق وهي :
- عدد 6 صورة شخصية 6 × 9
-عدد 7 صورة شخصية 7×8
- صورة شهادة الميلاد
-صورة من الرقم القومي
- صورة البطاقة العائلية
-صورة من شهادة ميلاد الام
-3 وصل كهرباء حديث
-جواز السفر
-شهادة الوفاة
بعد استكمال الأوراق -بعد 6 أشهر أخري -توجهنا أنا وأبورمانة إلي الأستاذ محمود البخشواني الذي ظل يراجعها لمدة ثلاث ساعات , ثم قال إن ميعاد العمل الرسمي قد انتهي ولابد أن ينصرف..قام أبورمانة بتفتيح مخه, ليكتشف البخشواني أن ساعته مأخرة , وعاد ليعطينا كراسة الشروط , ومثنها 20 جنيه منها -من العشرين جنيه- أربعة وعشرين جنيه ضرائب ودمغات تفصيلها كالآتي:
2 جنيه ثمن الكراسة
14 جنيه ضريبة مبيعات
4 جنيه رسوم تنمية
3 جنيه رسوم إدارية
5 جنيه رسوم إعادة شحن
1,75 رسوم مسيئة
2 جنيه ضريبة أبحاث
1 جنيه دمغة
أخذنا كراسة الشروط , وذهبنا إلي بيت أبورمانة لنقرأها..كانت مكونة من 34 صفحة..بدأنا قراءة الشروط..كانت كالتالي..:
-يجب أن يكون عمر المتقدم وقت تسليم البحث أقل من 22 سنة و خمسة وثلاثين شهرا..
-يجب أن يكون المتقدم لأبوين مصريين ,وأن يكون قد أتم تعليمه الإبتدائي
يجب أن يكون المتقدم علي قيد الحياة عند تقديم البحث.
بعد الانتهاء من قراء الشروط الأساسية , والتي لم أذكر سوي ثلاثة منها من أصل سبعين, انتقلنا لقراءة شروط البحث:
- يجب كتابة البحث علي روق فلوسكاب مسطر
-يجب ألا يتجاوز وزن الورقة الواحدة 32 جرام ولا يتجاوز وزن البحث كاملا بالغلاف 10 جرامات.
-يجب الكتابة علي ورق دوبلكس فرز تاني كحد أقصي.
لا يقل عدد الصفحات عن 32 صفحة
- لا يزيد عدد الأسطر في كل صفحة عن اتناشر سطر , بحيث يحتوي كل سطر علي 12 كلمة ونصف الكلمة.
انتهينا من قراء لشروط التي وصلت ل98..انتقلنا بعد ذلك إلي قراءة موضوعات البحث..كان هناك موضوعين نكتب في واحد مهنما..الموضوعين هما:
1-الإنخماص الجؤجؤي في الإحتشاء المخي المتصدّع.
2 - الإرتجاع الخيشومي في الحالات المتقدمة لمرض الحنكليس.
عملن حادي بادي, وإخترنا الموضوع الثاني -بتاع الحنكليس- وبدأنا الكتابة..طبعا لاتسألني كتبنا إيه ولا إزاي لأنني -أنا نفسي- لا أعرف ماذا كتبت..فلم نجد أي شئ عن مرض الحنكليس لا علي النت ولا في مكتبة الكلية , فاستنتجنا أنه مرض لم يكتشف بعد وأنه يمكننا أن نضع فيه ما نشاء من نظريات.
انتهينا من كتابة البحث -في 4 ساعات- ثم ذهبنا لتقيمه في اليوم التالي..
دخلنا للأستاذ البخشواني..قدمنا له البحث..نظر لنا في تشف , وقال..معلش والله ياجماعة..آخر معاد لتسليم الأبحاث كان إمبارح..معلش..وبدل من أن يقول "هارد لك" خاطبنا بصيغة المثني قائلا "هارد لكما"..
نظرنا له وقلنا في صوت واحد :
أبّص..
الجعرّ

حطيت تلات عناوين..

مرة تلاتة طلبة قررو يحضرو محاضرة باثولوجي..
اتنين مصحيوش...والتالت ماقامشي..
قام اللي ماقامشي راح عالمدرج..اتنين قلبو..والتالت مادخلشي..
قام اللي مادخلشي خد تلت شيتات..اتنين ضاعو..والتالت ماقعدشي..
قام اللي ماقعدشي خدوه يطلعو عليه في سبيس..اتنين ماتظبطوش..والتالت مطلعشي..
قامو خدو اللي مطلعشي يحلوه..سؤالين متعرفوش..والتالت متفهمشي..
راحو يدورو عاللي متفهمش في الكتاب..ملقيوش اتنين..والتالت متوجدشي..
قامو راحو يسألو الدكتورة منال..اتنين اتطردو..والتالت مادخلشي..
قام اللي مادخلشي راح يسلم الشيتات..رجع اتنين في إيده..والتالت مااتسلمشي..
ويسلم الشيتات ليه..إذا كان اللي فات دا كله ماحصاااااالـــشــــــــــــــــــــي...
أبصو
الجعرّ

الخميس، يناير ٠٤، ٢٠٠٧

ولما تتعينوا ؟

المكان : على عبداللاه
الزمان : بعد الكلية
النشاط : شد شيشة و لعب طاوله



كنا قاعدين على عبداللاه أنا وزميل الكفاح الأخ الجعر.. ولمن لا يعرف عبداللاه .. عبداللاه دى قهوة مش واحد عشان محدش يفهمنى غلط .. طبعا انتو عارفين عبداللاه مايتقعدش عليها الا عشان حاجتين .. الطاوله .. وفى حالة عدم توافر الدعم المالى .. عموما لما بكون دفيان بفضل جار القمر نظرا للمستوى العالمى للشيشه هناك .. الى جانب توفر العديد من النكهات التى يفضلها الاخوه اعضاء منتخب الشد .. المهم .. فجأه وبدون انذار دخل علينا صحابنا وحبايبنا حسنين الدحيح و على الهرّاس

أبورمّانة : اهلا يادحيح مش بعادة يعني ياخويا
الدحيح : انت عارف يابو رمانة الحياة مشاغل بقى .. والله احنا واقفين بس ناخد نفسنا بين درس الفارما ومحاضرة الميكرو .. حاجة تخنق
أبورمّانة : مش بتزهقو ياحمار انت وهو من الخرة ده
الهراس : هانعمل ايه بس يابو رمانة في الكلية الزبالة دى لازم نعمل كده والا مش هاننجح
أبورمّانة : اللى يسمعك كده يقول انكو جايبين مقبول السنتين اللى فاتو مش التلاتين الاوائل بروح امك انت وهو
الدحيح : طب وليه الغلط ده بس ؟
ابورمّانة : ماهو شكلكو كده عالم دحيحة من اللى بيتكيفو من كتر المذاكرة
الدحيح : ابدا والله دانا طلعان ميتيني ومش لاقي اى وقت اعمل اى حاجه تانيه .. حتى الخروج مبخرجش .. والاكل عملته محاليل عشان مضيعش وقت
الهراس : لأ والمحاضرات والسكاشن مش راحمينا .. امتحانات وشيتات وشفوى وعملى وكلينيكال لما اتهرينا .. ست ساعات في الكلية واربعة براها كل يوم ومش نافع كمان
أبورمّانة : لأ طلعتوا غلابة يالا زينا .. تصدق صعبت عليا يالا انت وهو .. على كده لما تتعينوا هتخففوا على الطلبة ؟
الهراس : اهو ده اللى ناقص .. ابقى قابلنى لو البهايم دول جابوا درجة وانا ماسك القسم
الدحيح : انت مجنون يابو رمانة ولا ايه ؟ .. دانا لازم اطلع عليهم البلاوى الزرقا اللى طلعت على جتتى من أول اولى لغاية دكتوراة
ابورمّانة(مخرجا نفس شيشة طويل) : أبّــصوا انتو الجوز

أبورمّانة

الدكتور هاشيموتو


في تمام الحادية عشرة والنصف , دخل دكتور السكشن الذي أكد -أكثر من مرة - إن محدش هيدخل بعد الساعة حداشر إلا خمسة .بدأ الدكتور في الشرح..
"أول شريحة عندنا انهاردة..هيا شريحة جرانيوليشن تيشو في الفاتي سترومة"
"أهم حاجة بتميز شريحتنا انهاردة هيا ال (هاشيموتو سيلز)..طبعا اللي اكتشف الخلايا دي هوا الدكتور هاشيموتو وعشان كدا اتسمت علي اسمه..أخذ دكتور السكشن يتحدث عن الدكتور هاشيموتو مكتشف خلايا هاشيموتو مؤكدا أنه من عائلة طبية عريقة جدا هي عائلة هاشيموتو..فهذه العاءلة منها الدكتور هاشيموتو اللي لسا آيلين عليه..بالإضافة إلي الدكتور هاشيموتو مكتشف الهاشيموتو ثيروديتيس..كما ينتمي لهذه العائلة دكتور هاشيموتو إكويشن مكتشف معادلة هاشيموتو والدكتور هاشيموتو كونستانت مكتشف ثابت هاشيموتو..إستمر الدكتور في الحديث عن عائلة هاشيموتو, ثم أكد في النهاية انه -هو نفسه- ينتهي نسبه لهذه العائلة فكما قال أن إسمه بالكامل هو "أحمد محمود عبد المجيد السيد هاشيموتو" كما أن خال زوجته هو شقيق دكتور هاشيموتو ثيروديتس لزم.
إنتقل الدكتور بعد ذلك للحديث عن عائلته وإكتشافاتها الطبية باعتبارها من فروع عائلة هاشيموتو..فأضاف ان من عائلته شقيقه الدكتور أنتيريور محمود عبد المجيد" مكتشف الأنتيريور وشقيقهم الثالث الدكتور "سوبيريور محمود عبد المجيد" مكتشف السوبيريور أسبكت..
أضاف الدكتور أن هذه العائلة المتشعبة منها عشرات الأطباء اللذين أضافو آلاف الإكتشافات ثم ذكر منهم -علي سبيل المثال لا الحصر - دكتور "ثيرويد جلاند عبد المجيد" وأنه قد أضاف بعدا جديدا في تسمية الإكتشافات , فهو بعد أن يكتشف الشيئ يسمي نفسه علي الشئ المكتشف وليس العكس..طبعا من الواضح أنه إكتشف الثيرويد جلاند..كما أنه يمكن بسهولة استنتاج سبب إبداعه لهذه الطريقة الجديدة في التسمية إذا عرفنا أن اسمه الأصلي هو "ألزعبلاوي".
إنتقل الدكتور بعد ذلك للحديث عن الهاشيموتو سيلز المميزة للشريحة مرة أخري , وعلق قائلا أن الدكتور هاشيموتو سيلز لم يكن ليكتشف هذه الخلايا إلا لإنه كان بيحضر محاضرات و مبياخدش دروس خصوصا وأنه -دكتور محمد عبد المجيد - مكانش لسا بيدي دروس أيامها.
إنتهي الوقت المحدد للشرح..قال الدكتور حد عايز يسأل في حاجة أبل ما تشوفو الشرايح..؟ رفعت إيدي..قاللي تعالالي بعد السكشن عشان متعطلش زمايلك , لأكتشف أن زمايلي الذين يقصدهم هما اللي مستنيينه في السنتر.
بدأت المجموعات الصغيرة عشان نشوف الشرايح..كنا خمستاشر طالب علي مكروسكوب واحد..بدأنا بأول شريحة..بدأ طالب طالب يشوف بالدور..كل طالب يمسك المكروسكوب ربع ساعة وبعدين يهزه راسه في اقتناع , كأنه قد رضي عن الشريحة ثم يناول الميكروسكوب للذي يليه..جاء دوري..طبعا بعد هذه المحاضرة الطويلة عن آل هاشيموتو توقعت أن أري خلايا هاشيموتو تكاد تضئ من الوضوح ولم أستبعد ان أري عليها البيانات جوة الشريحة .. مسكت الميكروسكوب..لإيت الشريحة كلها لون واحد -أصفر كناري - عليه خطوط بالعرض ولا أثر لخلايا لا هاشيموتو ولا هاشي إصحو..هززت رأسي في اقتناع..بعد أن انشغل المعيد في إعداد الشريحة التالية غمزت اللي جمبي..ولا..الشريحة اللي فاتت دي..مش فاهم منها حاجة..
-مش معقول!
-إيه دا اللي مش معقول؟؟
-يكون طالب شاطر زيك كدا وبيجيب امتيزات وميعرفش يفهم شريحة زي دي؟؟
-هاهاها .. ياراجل دنا بهزر..
-ياخبر إسود..دنا إفتكرتك بتتكلم جد..
-جد إزاي يا راجل..هاها
بهذا الأسلوب أخفيت خيبتي عن زميلي وضحيت بفهم الشريحة..جائت الشريحة الثانية..كان دوري أنا الاول..لم تختلف كثيرا عن الأولي..بعد ما شفتها..شلتها من عالميكروسكوب من غير ماحد ياخد باله..عدي الميكروسكوب -بدون شريحة- عالأربعتاشر طالب..كل واحد يبص ربع ساعة وبعيدن يهز راسه في اقتناع..ولا كأن حاجة فرقت..رخت -عشان آخد حقي- للطالب اللي سألته عالشريحة اللي فاتت..قلتله الشريحة دي سهلة أوي..أنا فهمتها علطول..إنت كمان فهمتها؟..آلي آه طبعا..دي واضحة جدا..قلتله..
أبّص

الجعرّ

الأربعاء، يناير ٠٣، ٢٠٠٧

ياشيتي ياحبيبي .. ياأغلى من عنيا


"يالهوى انا كل يوم هاصحى على الصوت الخرى ده ؟ "

تململت في سريري محدقا في لاشيء ومتمتا هذه الكليمات ( على فكره انا استريحت نص ساعه بعد ماكتبت الكلام ده ) .. بصيت في الساعه .. كانت الساعه في تمام الثامنه والنصف .. استغربت جدا لأنى ماظبطش المنبه الا على اتناشر ونص .. ارهفت السمع واكتشفت انه صوت التليفون .. الو .. ايه يابني في حاجه ؟ اه صحيح فكرتني .. لأ جاى امال ايه ؟ .. عشر دقايق واكون عندك .. وقمت من سريري ابحث عن كبايه نسكافيه افوق بيها شويه .. شربت النسكافيه وانا افكر في هذه "التوريطه" .. فالتليفون لم يكن الا من صديق الكفاح حبيبي الجعر .. وكان يذكرنى بوعدى أمس بحضور محاضره الباثولوجى .. وانا لا اخفيكم سرا وأنا اخبركم انى لست من هواه حضور المحاضرات .. نظرا للاساليب التكنولوجيه والعلميه المتطوره المستخدمه في شرح المحاضرات التى يصعب على امثالى التعامل معها .. الى جانب مجموعه من ارقى دكاتره الباثولوجى في العالم امثال
Dr. Jack Tuberculosis و Dr. Peter Pathogenesis
وهو بالمصادفه مكتشف علم الباثوجينيسس في العالم الى جانب العظيم
Mr. Robin Black Out
وكان السبب الرئيسي لحضور المحاضره هو تسلم الشيت .. ذلك المخلوق الاسطوري الذي لايعلم احد من أين هبط على كليتنا ولا اى ظروف غامضة ساقته إلينا .. فجأه وبدون انذار وجدنا حياتنا الجامعيه متحورة حوله .. فانت اما باحث عن شيت او بائع له .. تستيقظ مبكرا لتحصل عليه .. وتعانى اشد المعاناه وانت تحله .. على الرغم من الكلام عن اهميته من دكاترة القسم وان الابحاث العلميه اكدت انه السبب الاساسى لتقدم دول اوروبا وأمريكا لأنها استعانت بعلم الشيت منذ نشاته .. وكان هو السبب الرئيسي في التقدم العملى والتكنولوجى و الادارى الذى طرأ على هذه البلاد منذ الاستعانه بهذه العلوم الحديثه .

المهم نزلت وركبت العربيه وعديت على الجعر .. وخلال دقائق .. كانت السياره تمرق خلال حوارى الزقازيق وصولا الى الكليه الميمونة .. ووصلنا الى المدرج .. وجلسنا في البنش .. وبعد دقائق من السلام والتحية سمعنا صوت اغلاق الباب .. وكانت المفاجأه ان الدكتور اليوم هو دكتور بلاك أوت المعروف عنه بتوزيعه الشيتات بالسحتوت .. دلف بلاك أوت الى الامام وبدأ شرح محاضرته مستعينا بفريق من الروبوتات الاليه و اجهزه المحاكاة الالكترونية ومجموعه متعدده من العبيد لتسهيل الجانب الاكلينيكي على الطلبه .. ومرت الساعتين كالدهر .. وشارفت المحاضره على الانتهاء .. ثم بدأت مراسم تسلم وتسلم الشيت مع عزف السلام الوطنى .. وبعد المراسم خرج الدكتور .. وهنا بدأت المأساة .. الشيتات تطايرت في كل مكان .. ضرب وشتائم متبادلة بين الطلبة .. ابعد يالا .. ابعدى يابت .. الشيت ده بتاعى .. لأ انا اللى لقيته الاول.. وانا والجعر تايهين في هذا المولد .. وفجأة وبدون داعى .. لقيت البانجو بتاعى .. آآآ أقصد لقيت نفسي بدون شيت .. وخرجت انا والجعرنندب حظنا .. وبدأنا رحلة البحث عن شيت .. اتصلنا بالاصدقاء والأحبة .. معاك شيت ؟ لأ والله بتاعى بس .. وانت ؟ لأ انا بدور على واحد من تلات تيام والله .. وتقلصت القائمه شيئا فشيئا حتى انتهت بالفشل الذريع .. بدأنا المرحلة الاخرى من البحث وهى اللف على السكاشن .. اربع اقسام في ثمانية مجموعات واكثر من عشرين سكشن .. لفينا عليهم واحد واحد .. فيه شيت هنا يارجاله ؟ .. طيب هنا يارجاله ؟ ... طب وهناك ؟ برضه لأ ؟ ... وكل واحد منهم رفض التفريض في شيته لأنه سر كيانه واحترامه في الكيه على حد تعبير احدهم .. او لأنه الشيت اللى في اليد خير من الدرجه اللى في امتحان اخر السنه .. او ببساطه لأنه جابه بطلوع الروح والتربيط على الوسايط من قبل دخول كليه الطب .. قلت للجعر مفيش الا اننا نطلع لرئيسة القسم ونشوف لمكن تدينا .. طلعنا وغيرنا رأينا لما لقينا الدكاتره بيعذبو اتنين طلبه بالجلد و نزع الاظافر والامتحانات الشفوى .. وكان السبب انهما لم يحضرا المحاضره وسبقونا على فوق .. حمدنا ربنا اننا لحقنا نفسنا قبل مانعترف ويعذبونا بالشفوى ... تررررن ترررررن .. طلعت الموبايل ... الو ؟ ايه ؟ عرفتو تجيبو شيتات ؟ ... نزلت مع الجعر في سرعه اسرع من الصوت الى صاحب ذلك الصوت العذب .. كان هذا صديقي الذى مشى وراء دكتور بلاك أوت ولحسن الحظ سقططت منه مجموعه من الشيتات سهوا .. ازيك يابني ؟ .. هات الشيتين .. هات انتا الاول .. هات ايه ؟ .. قب بالمعلوم الشيت بـ20 جنيه .. إخص .. قبيت بالمعلوم انا والجعر واخذنا الشيت .. كانت عيني تلمع ويدي ترتجف وأنا أمسكه ولم أكن اصدق نفسي .. هو بعينه بغباوته بشكله العكر .. الختم الازرق .. والاسئلة الحنجورية .. تسمرت في مكانى لمده تزيد عن العشر دقائق محدقا في حبيب الملايين الذى دوخ الطلبة وراه .. جبتك يابن الايه .. اوعدك انى مش هاسيبك تانى مهما حصل ياحبيبي .. أبورمانه!! أبورمانة!! .. استيقظت من احلام اليقظه على ايد الجعر .. يللا بسرعه عندنا سكشن .. طلعنا جرى على سكشن الباثولوجى المحبب الى النفس .. واتخذنا مكانا خلفيا كالعاده .. دخل الدكتور وبدأ الشرح .. صباح الخير يابهايم .. الشيت اللى خدتوه النهارده اتلغى اصله كان المفروض تستلموه بالبطاقه الشخصيه وتدفعوا 15 جنيه رسم استلام .. مش الهبل اللى حصل النهارده
بصيت للجعر وقلتله

أبّــــص


أبو رمّـانة

الثلاثاء، يناير ٠٢، ٢٠٠٧

الحق الكتاب يالا !!





كنت جالسا -كالعادة- في لجنة الإمتحان..في إنتظار وصول ورقة الأسئلة..أخذت أسترجع ما حدث من حوالي 3 أشهر..بعد إنتهاء إمتحان الميكرو..كان فاضل 6 أيام علي إمتحان الفرمة..طبعا بعد الراحة والشفوي واللذي منه..مصفصفوش علي حاجة..اكتشفت ليلة الإمتحان أني لا أعرف مالفرق بين الـQuindin وال Noradrenaline..طبعا بدون الدخول في التفاصيل..أنا الآن في انتظار ورقة أسئلة الدور التاني..لأ
لأ..متفهمش غلط..مأجل طبعا!!
جاءت ورقة الأسئلة..لا أدري لماذا تذكرت فجأة امتحان الباثولوجي..المهم..برضه بدون تفاصيل..قلبت كم القميص..وجدت كلاما عن الـفاشيولة والـترايكوريس..لأكتشف أنني -وأنا نازل مستعجل - لبست طقم البارا.
طبعا كعادة الدور الثاني..لم تكن اللجنة مزدحمة..يادوب اتنين تلاتة..إلا أنني لحسن الحظ,كنت أجلس تماما بجوار صديقي العزيز أبو رمانة..طبعا لم أنس ما حدث أيام الباثولوجي..لكن لأنه لايوجد أي اختيارات.."بسسسست..ولا.."..بينما كنت أفكر يا تري بيكتب لمين انهاردة..سمعت المراقب ..إنت ياض يالي بتتكلم إنت..طبعا بعد الكثير من "مين..أنا؟"...و "أنا اتكلمت خالص" و "دنا بأوله عايز مسطرة"..ألي طب تعالي..أعد هناك..وأشار إلي مكان أقل مايقال عليه إنه منفي..
طبعا هكذا ضاقت الحلقة أكثر وأكثر..لم يعد هناك إلا الكتاب اللي كنت شايله في الحمام.."دكتور..عايز أروح الحمام"..خد ورقة الأسئلة وهو الإجرا الذي لم أفهمه من أيام إبتدائي..إيه العلاقة بين دخول الحمام وورقة الأسئلة؟؟ المهم..
دخلت الحمام..وبيد متلهفة أخرجت الكتاب..لم أكد أفتحه حتي إنزلق من بين يدي ووقع..طبعا لم يقع علي الأرض..وإنما جوة..آه..جوة خالص..لم يكن من الممكن أبدا استخراجه خصوصا أن كل من يدخل الحمام يصرّ علي "ترك متعلقات شخصية"...
انتقلت للحل الثاني..أخرجت الموبايل..واتصلت بصديقي الطالب المتفوق اللي مأجلش وجاب 4 امتيازات..طلبت النمرة وضغطت علي "اتصال"..وأخير تصاعد ذلك الصوت العذب الرائع.."عفوا..لقد نفذ رصيدكم..يرجي إعادة شحن البطاقة.."...إحم..الحكاية باينة من أولها..المهم..طبعا لم أيئس..ولجأت للحل الأكثر استخداما..بعتله "كلمني شكرا" ..
بآلي يجي نص ساعة ومتصلش..بعتببه واحدة تانية.. يمكن يكون نايم..وأخيرن بعت التالتة لصديق من صيدلة وعندما يتصل أقوله يتصل بالصديق الطبي..إلخ..
أخيرا بعد عشر دقايق إتصل.."إيه يابني..فينك ..مبتتصلش ليه"..بدأ الحوار هكذا بمنتهي الود.."بأولك إيه..إنت مش هتسدأ انا بكلمك منين..بص..أنا مزنوق جدا وعايزك ضروري.."..قاللي "مزنوق إزاي..مش لاقي حمام؟؟".."لأ يا حمار..أنا بكلمك من الحمام.. " شرحتله الوضع..وبعد عشر دقايق أخري..اتصل بي صديقي إياه..كان بآلي كدا يجي نص ساعة في الحمام..كنت أتوقع في أي لحظة أنا ينادي المراقب ولا مشرف اللجنة.."إيه يا بني ..كل دا تسيير.."..المهم..ما إن رأيت رقمه علي الموبايل حتي قفز قلبي من مكانه..رديت في ثانية لأ سمع تلك الصفارة التي تحذرني من أن الـBattery Empty وإن الموبايل بيقفل..
رجعت للجنة..جلست مكاني..أعت أفكر..دا دور تاني..يا آتل يا مأتول..يا دلوأتي يا هعيد السنة..بصيت جمبي..لإيت الكتب اللي العيال بترميها..مفيش حل تاني..مددت يدي علي حين غفلة من المصحح..مسكت الكتاب..بدأت أقلب.."FREEEEEEEEEEEEEEZE!!"..إنطلق الصوت الجهوري علي طريقة الأفلام الأمريكي..توقعت أن أجد أحد رجال السوات راكعا علي ركبته ومصوب مدفعه الآلي..إلا انه لم يكن يوم حظي..وجدت وكيل الوزارة وحوله الحاشية من عميد وخلافه..كان هذا يوم التفتيش السنوي علي اللجان..كل سنة وإنتو طيبين..
بدون الدخول في تفاصيل أخري..كنت مروح أنا وأبو رمانة..آللي عملت إيه..ألتله سلمت الورقة فاضية..آللي..إنت غبي أصلا..مبتعرفش تتصرف..قلتله أتصرف إزاي يعني..قاللي كنت تحاول تغش..
قلتله..
أبّص

الجعرّ

خواطر..

سهران لوحدي..والنوم هرب..
سارح في غربة..بس مش مغترب..
فاتح كتاب..
بقرأ..في جينيرال..معرفش..أو سيستيميك..
* * * *
آخد درس..يمكن الوضع يختلف..
دكتور آللي..من غير مايتكسف..
ألف ونص..
تبيع هدومك..معرفش..أو تستلف..
* * * *
في اللجنة..أدامي المراقب كشر..
صوته عالي..ووشه عكر..
بركّز..
آعد بفكّر..بس مش بفتكر..
أبصوا
الجعر

كتاب القسم ياعين..



للي يلتفت جمبه أو يتكلم مع زميله هطلع ميّتين أمه"
هكذا صاح المراقب الأسطوري وهو يبدأ توزيع ورقة أسئلة امتحان الباثولوجي..
"ورقة الأسئلة اتوزعت خلاص..اللي هسمع صوته..هسحب ورأته وهعلم عليها"
هكذا كان يصيح وهو ينتقل من دكة إلي أخري بطريقة ميكانيكية..كل ورقة تنزل عالدكة يصوت معاها.."الدكتورة منال آلت اللي يتكلم هاتهولي.." هكذا استمر في الصياح وهوا يواصل توزيع الورق..كان هذا امتحان الباثولوجي بتاع آخر السنة..ولمن لا يعلم فالدكتورة "منال موجود" هي رئيسة القسم , وهي التي تفضلت مشكورة وأخذت علي عاتقها وضع هذا الامتحان الميمون , نسبة إلي القرد ميمون طبعا..المهم..
طبعا لاأحتاج لوصف حالتي..أجلس منكمش في الدكة أقرأ الفاتحة وآية الكرسي ودعاء تفريج الكرب..كلما اقترب مني المراقب اللي بيوزع الورق,تصاعدت دقات قلبي أكثر وأكثر.. كنت خائفا جدا عندما أستلم الورقة أن يكون هناك سؤالا في حتة ماذكرتهاش أو سؤال لا أعرف إجابته..إلاأنني ما إن استلمت ورقة الأسئلة حتي اختفت هذه الفكرة من ذهني تماما..فلم يكن هناك أي سؤال من ال24 أعرف إجابته.
كان الامتحان 24 سؤال..12 سؤال طويل و12 إم سي كيو..بدأت في قراءة الأسئلة مرة ثانية...:
1 - Mention 73 differences between pulmonary edema and sarcoidosis.
2 - Mention 73 similarities between pulmonary edema and sarcoidosis.
3 - compare in 300 lines between lepromatous leprosy and tubercloid leprosy.
4 - Give an account on :
a- bilharziasis in the big toe. b- H-ij-89 Gene.
c- Sarco-adeno-fibro-elasto-lipocarcinoma. d- F8oU9yh.
5- Death rattles.
6- Jon-Anderson Fredrick's syndrome.
7- Give an account on page 78 of your book.
8- كان هنا سؤال من المفترض أن يضعه الممتحن إلا أنه عدل ذلك..أذكر السؤال ثم أجب عليه بالتفصيل.
9- give an account on the 3 ants in your book.
"اللي اشتري كتاب القسم وحضر المحاضرات وحل الشيتات وحضر السكاشن واشتري كتاب الأسئلة وحل الفوتو الإمتحان مش هياخد منه 5 دقايق.."
التفت إلي مصدر الصوت, فوجدت د.منال جاءت ومعها الحاشية لتطمئن علي الطلبة اللي اشترو كتاب القسم..استمرت في إلقاء الحكم الخالدة "الامتحان واضح جدا..أظن مفيش بعد كدا.."..كنت قد وصلت للسؤال رقم 9..في القراية طبعا مش الإجابة.."لو سمحت يا دكتورة"..ندهت عليها عشان أسألها..نظرت إلي في استغراب شديد, فالامتحان -كما أكدت- واضح جدا..إلا لو كنت -والعياذ بالله- مشترتش الكتاب أو محضرتش المحاضرات.. "لو سمحتي..مش فاهم السؤال رقم تسعة.." نظرت إلي ورقة الأسئلة ثم قالت "أظن السؤال واضح جدا..عندك 3 نملات في الكتاب بتاع القسم..إكتبلي عنهم..كانو فصفحة كام..شكلهم عامل إزاي..إكتب اللي إنت تعرفه.."..قلت لها"3 نملات إيه سياتّك؟؟" قالتلي السؤال واضح..ومن كتاب القسم..تذكرت فجأة موضوع النمل دا..فقد كنا مرة آعدين في الـدر...استغفر الله..أصدي في المحاضرة..فغمزني اللي آعد جمبي قائلا "هاها.. شفت دي" وأشار إلي نملة مطبوعة ساقها القدر -لجل حظنا الأغبر - إلي ماكينة الطباعة أثناء طباعة كتاب القسم المبجل..قلت لها..بس دي غلطة مطبعية..عيب في الطباعة يعني..ردت في زمجرة شديدة..هيا مش في كتابك..؟..قلتلها آه في الكتاب ..بس دي مش في منهج الباثولجي يعني..قالت ثانية.."هيا مش في كتابك؟؟"."أيوه..بس أنا لما بذاكر بذاكر المعلومات الطبية بس.." ..قالت وقد بدا أنها هنجّت.."هيا مش في كتابك؟؟ رد عليا..في كتابك ولا مش في كتابك..؟" "آه في كتابي.."..قالت..خلاص تبأه عليك..نظرت إلي في قرف أخذت تلعن الطلبة الأوساخ اللي بياخدو دروس وبيزاكرو مالمزكرات ومبيشتروش كتاب القسم..ثم انصرفت تقول..متشترو الكتاب بأه..اسفوخس..دا بـ150 جنيه..دنا ببعهولكو واقف عليا بخسارة..لكن هنعمل إيه في الناس الجاحدة..طلبة ولاد كلب أوساخ..
أنا الآن أمام الأمر الواقع..الأسئلة أدامي..ولامفر من الأجابة..قلت أبص عال أسئلة complete..بدأت أقرا..:
1- Then ..... to be......which.......to.......,........,.......so....... which may be........
2- T.B in the........is due to...... and it causes.............in late cases.
3- ....... is caused by........which then.........through............which is a ........ condition.

لا تعليق...أخذت أنظر إلي زملائي ..كان علي يميني مباشرة صديق عزيز كنت -قبل ذلك - أثق إلي حد كبير في عقليته..المهم ..نظرت إلي صديقي أبورمّانة فوجدته ممكسكا بالقلم ومنكب عالورقة لايكاد يتوقف حتي ليلتقط نفسه..ظللت محدقا -حلوة محدقا دي - فيه حتي أفقت من الصدمة..قلت مصلحة..نطلع منه بأي حاجة بدال ماأسيب الورقة فاضية..ندهت عليه.."بسسسسست..ولا.."..نظر إلي في استعجال شديد فهذه اللحظات يمكن أن يكتبله فيها ورقتين تلاتة..ارتبكت..أسأله في إيه..أنا مش عارف ولا سؤال..قلت أبدأ بالترتيب.."السؤال الاوّل" قالي ثانية..أخذ يقلب في كراسة الإجابة..كان خطه لحسن الحظ كبيرا جدا..أخذت امني نفسي بأني سأحل سؤالين تلاتة..أمسكت بالقلم واستعديت..فتح عالصفحة ..بدأت أقرأ.. إيه دا..
..The way you shake it..I can’t believe it, I ain’t never seen an ass like that
كانت هذه الجملة مكتوبة في كل سطر من أول الصفحة لآخرها..نظرتله باستغراب شديد..قلتله طب هات السؤال التاني كدا..فتح عالصفحة..نفس الجملة..قلتله خلاص خلاص شكرا.. غمز لي بعينه قائلا.."مظبطك أهو..أي خدمة.."
أخذت أتلفت ثانية إلي باقي الطلبة..كان أحدهم ممسكا بالمسطرة يلوح بها في الهواء كأنه يحارب أعداء وهميين..وآخر قطع ورقة الأسئلة نصفين وعملهم مراكب وأخذ يحركهم عالدكة مصدرا أصوات "فووووو ..فوووووو..طششش"..نظرت في الساعة..باقي نص ساعة..شعرت فجأة بالمعلومات تتدفق في رأسي..المنهج بدأ يتضح أمامي..أمسك بالورقة وأخذت أكتب..
The way you shake it..I can’t believe it, I ain’t never seen an ass like that
بعد انتهاء الامتحان كنت مروح مع أبورمّانة .. وفجأة .. خبط علي رأسه وقال يااااااااه..قلتله مالك في إيه.."تؤ..أوووووووف"..إيه يابني اللي حصل.."مش ممكن الغباء اللي انا فيه دا..نسيت أسطّر..تفتكتر هنقص كدا؟؟" قلتله..
أبّص



الجعرّ