الاثنين، يناير ٠٨، ٢٠٠٧

كباية شاى


اخذت رشفة اخرى من كوب الشاى الموجود أمامى .. لا أتذكر هل هذا هو الكوب الثانى أم الثالث ؟ .. لم يكن ذهنى صافيا لأعرف على وجه اليقين .. لا أعلم لماذا تصارعت كل هذه الافكار في رأسي و أنا أرى حالنا في كلية الطب .. حاولت أن اتذكر جيدا لماذا دخلت كلية الطب .. هل بسبب حبي لها ؟ هل بسبب ضغط الأهل ؟ هل استخسرت المجموع ؟ .. حاولت أن اتذكر أحلام الطفولة اللاهثه .. لم اجد في رأسي سوى بعض الخيالات .. لطالما تسائلت لماذا نتخلى عن احلامنا بهذه السهولة .. ألم نكن نتصور أنه لاعيش بدون تحقيق هذه الاحلام ؟ .. لماذا اصبحنا نتعامل معها بمنطق العجائز .. آآه يازمن .. تذكرت الآن لحظة دخولى جامعة الزقازيق للمرة الأولى .. كان هناك سؤال يدور باستمرار في رأسي .. لماذا تبدو كلية الطب بهذا المنظر الكئيب ؟.. أخذت رشفة أخرى واستمرت الذكريات تتوالى .. دخولنا اول محاضرة .. وجدنا العميد يعدنا بمستوى راق من التعليم وأننا سوف نحس باننا في بيتنا الثانى .. سألت نفسي هل فعلا صدقت ماقاله العميد أم تمنيته ؟ .. تذكرت عندما رأيت الجثة لأول مرة .. كم كان غريبا هذا الاحساس المتردد بين الخوف والرهبة والفضول .. تذكرت أول سكشن فيسيولوجى والدكتور يخبرنا بأننا لن نستطيع أن نجرى تجارب المنهج لأننا لانمتلك دما يكفى لكل الطلبة .. كم ضحكت على كلامه وهو يكرر " اتخيلوا ان الميّه اللى قدامكم دى دم " .. هل استوعبت حقا حقيقة الكلية في هذه اللحظه ؟ .. ها أنا طالب في الفرقة الثالثة ولا أعلم حتى الآن الفرق بين الالف وكوز الذرة .. هل حقا صدّقت كلمة دكتور التى يطربني بها اهلى ومعارفي كلما رأونى ؟ .. لم أنس يوم طلب منى عمى تركيب محلول لزوجته ووقفت أمام المحلول مذهولا كمن رأى معجزة الكهرباء لأول مرة !! ..
ياااه كم أصبح هذا روتينيا ومملا .. تذهب للكلية في الصباح .. وتلعنها في قعدة القهوة مع أصدقائك ظهرا .. وتذاكر مالعنته منذ ساعات قليلة مساء .. وتنسى ماذاكرته قبل أن تذهب لسريرك ..
كم أشفق عليكم ياطلبة ثانوية عامة يامن تنتظرون دخول الطب .. أمامكم الكثير لتجرّبوه .. صدمة دخول الكلية لأول مرة .. توهان أول شهر .. أول ضحكة تضحكها على كلام الدكاترة عن الفهم بدون دروس .. رهبة أول شفوى .. أول مرة تتصدم بالوسايط .. أول فنجان قهوة تشربه في حياتك لكى يعينك على مذاكرة الفسيولوجى أيام الامتحانات.. أول توقعات قبل الامتحان .. أول برشام .. أول قرار تأجيل .. أول شيت .. أول شريحة .. يوم أول نتيجة .. أول حب في الجامعة .. وأول خيانة .. أول مرة تمسك ايد حبيبتك .. وأول مرة تقرأ مدونة أبّص ..
يااه عليك يازمن وانت بتجري بجنون ..
اما الذى اكتشفته يقينا هو أن كباية الشاي خلصت ..

داحنا مأبّصين من زمااان ولا احنا عارفين ياجدعان ..


أبورمّانة

هناك ٥ تعليقات:

غير معرف يقول...

ياااه كم أصبح هذا روتينيا ومملا .. تذهب للكلية في الصباح .. وتلعنها في قعدة القهوة مع أصدقائك ظهرا .. وتذاكر مالعنته منذ ساعات قليلة مساء .. وتنسى ماذاكرته قبل أن تذهب لسريرك

جامد البق ده

غير معرف يقول...

ياااه كم أصبح هذا روتينيا ومملا .. تذهب للكلية في الصباح .. وتلعنها في قعدة القهوة مع أصدقائك ظهرا .. وتذاكر مالعنته منذ ساعات قليلة مساء .. وتنسى ماذاكرته قبل أن تذهب لسريرك

جامد البق ده

غير معرف يقول...

تحب اعملك كباية شاى تانيةM.W

funckydoctor يقول...

ايه البؤس ده
الموضوع أبأس من كده

Khaled Selim يقول...

الدمعة هتور من عيني

بؤس فعلاً